|


أحمد الحامد⁩
لا خيلَ عندكَ
2019-02-17
الأمثال حكم المجتمعات والشعوب، وعادةً لا نشعر بقيمتها وحقيقتها إلا بعد فوات الأوان، قلة فقط من يؤمنون بها قبل فوات الأوان، وإلا لماذا لدينا كل هذه الأخطاء رغم وجود هذا العصارات من خبرات الشعوب التي اختزلتها لنا في سطر واحد، الإنسان بطبيعته يحب أن يجرب بنفسه، المشكلة تكمن في القدرة على الخروج من نتائج الخطأ، كم سيتغرق ذلك وقتاً وصبراً، بل هناك فرصة للتعويض أو للبدء من جديد.
سأشارككم بعضاً من حكم الشعوب للمتعة للذين لن يأخذوا بها، وللفائدة للذين يريدون الحكمة حتى يعملوا بها، أنا شخصياً في مرحلة الإنسان الذي يريد أن يكمل حياته عاقلاً، الإنجليز أمثالهم كانت تشبه جودة صناعتهم التي تنازلوا عن الكثير منها بعد أن حولوا مصانعهم ذات الأيادي الإنجليزية البطيئة إلى الأيادي الشرق آسيوية السريعة تخفيضاً للتكلفة.
يقول الإنجليز “لا شيء يتم دون جهاد إلا الفقر”، مثل يلخص مئات الكتب المختصة بتطوير الذات، مثلٌ أوروبي عن الذين بلا اتجاه “إذا لم يكن لديك وجهة، فكل الطرق ليس بينها فرق” هذا صحيح، وعلى المرء أن يسأل نفسه عن حقيقته إذا ما أراد أن يشعر بقيمة هذا المثل الأوروبي.
الصينيون الذين لم يكن لهم عندنا ذكر قبل عشرات السنوات إلا أن من المحتمل أن يأجوج ومأجوج سيخرجون من الصين! حتى أصبح اسم الصين الأكثر انتشاراً في كل العالم، يكفي جملة “صنع في الصين” التي تنتشر في كل مكان في بيتك، يقول المثل الصيني “إذا أردت أن تزرع لسنة فازرع قمحاً، وإذا أردت أن تزرع لعشر سنوات فازرع زيتوناً، وإذا أردت أن تزرع لمئة سنة فازرع إنساناً”.
الهند العظيمة بتنوعها وعدد سكانها عندها مثل يصلح لإقتسام الرضى والتصالح، وكما قال المثل العربي الشعبي “لقمة هنية تكفي ميه” قال الهنود “تبدأ السعادة حيث ينتهي الطمع”.
أما نحن العرب أهل فصاحة اللسان، فلنا أمثالنا التي صاغتها مجتمعاتنا، لكن أيضاً شعراؤنا كان لهم دور كبير في ترسيخ قيمة وحكمة أمثالنا، سيد شعر الحكمة المتنبي يقول “ولم أرَ في عيوب الناس عيباً .. كنقص القادرين على الكمال”، وعن حلاوة اللسان وجمال الكلمة وتأثيرها “لا خيلَ عندكَ تهديها ولا مالُ .. فليسعد النطق إن لم تُسعدِ الحال”!.