|




تركي السهلي
الرجل الذي لا يعطي وعودا
2019-02-18
عكس لنا الحوار التلفزيوني الذي أجراه الزميل بتال القوس في برنامج في المرمى عبر قناة العربية مع الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، شيئًا من شخصية الرئيس العام لهيئة الرياضة والشباب، وأعطتنا إجابات الأمير صورة واضحة مفادها أنه رجل لا يحب أن يعطي وعودًا. من تقلّ وعوده يكثر إنجازه وتزداد الثقة فيه. والحقيقة أن الحوار كان مليئاً بالأمل بمرحلة مقبلة ذات نهج يرتكز على العمل الدؤوب.
وبما أن بعض الخطط اتضحت من حديث الأمير، فعلينا الوقوف كثيراً أمام الإعلان المرتقب لاستراتيجية الهيئة العامة للرياضة التي ستوضّح أدوار الهيئة واللجنة الأولمبية والاتحادات والأندية وتحديد المسؤوليات، كونها – برأيي – أهم المشروعات التطويرية المنتظرة، ومنها ينطلق العمل إلى فضاءات أرحب.
لم يعد لائقاً على الإطلاق برياضة المملكة العربية السعودية أن تبقى في مسار التداخل بين الأجهزة ولا بهيمنة البيروقراطية وتعطيلها الملفات، ولا بسطوة الميول ووقوفها أمام المنجزات الوطنية ولا بوجود جماعات المحاباة وزراعة أفرادها في الاتحادات واللجان لتحقيق غايات ومصالح ضيّقة. كل هذا يجب أن يتوقف وفوراً. إن الاستراتيجية المرتقبة تحمل في مضامينها إيضاح المهام وتوزيع الأدوار وأخذ العمل الكلّي إلى مساحته الطبيعية، وعلى الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل بصفته رئيساً لمجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، رئيساً للجنة الأولمبية العربية السعودية، أن يتعامل مع الاستراتيجية كأهداف تفعّل بالتطبيق والرقابة لا كنهج تنظيمي مكتوب فقط. لدينا مشكلة كبيرة مع الأوراق والأدراج والمكاتب ذات الأقفال.
لقد مرت على الرياضة السعودية مراحل هبوط حاد وغياب عن التعامل مع الرياضة كأسلوب حياة وصناعة مكتملة الأركان من التنظيم إلى المنشأة ثم الممارس، وحان الوقت لكي نرسم حقبة جديدة تنبت من الأرض الصالحة لا يحدها سياج ولا يحجب عنها نور.
ليس أمام رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة طريق غير العمل وتحقيق الأهداف بجد وعزم لا يلين، ولن نبحث للأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل عن وقت؛ فجميعنا لم يعد يلتفت للخلف ولم يعد لدينا متسع لاستماح العذر ورسم دوائر التبرير. لقد تهنا كثيراً في ممرات الأداء الضعيف وضاعت من بين أيدينا منجزات كثيرة ولسنا في حال تسمح لنا أن نخسر أكثر.
أحيي في الأمير اتكاءه على التخطيط ورسم سياساته بناء على مصلحة وطنية وعدم الانجراف خلف الجماهيرية، وأعلم أن طريقه طويل وأهمس في أذنه قائلاً: لا تعطي وعوداً.. فالنسيم يهب أحياناً والشمس صافية.