|


أحمد الحامد⁩
العالم الغريب
2019-02-25
ـ على كوكب الحياة تدور تناقضات بشرية عجيبة، في مقابل كل ثلاثة أطنان من الطعام يرمى طن واحد بسبب انتهاء صلاحية استهلاكه، وفي نفس الوقت تموت نفس بشرية كل أربع ثوان بسبب الجوع وغالبيتهم من الأطفال، واحد وعشرون مليونًا يموتون كل عام، وملايين الأطنان ترمى لأن أحداً لم يستهلكها، أو بالأحرى لم يستطع الجوعى الذين ماتوا شراءها.
ـ في الوقت الذي تتنافس فيه شركات السيارات لإنتاج أقوى المحركات السريعة، يموت أكثر من مليون ومئتي وخمسين ألفاً كل عام بسبب الحوادث وغالبيتها بسبب السرعة، من سمح لهم أن ينتجوا هذه السيارات التي تصل سرعتها أكثر من 200 كيلو متر في الساعة إذا كانت معظم السرعات المسموح بها في شوارع العالم لا تتجاوز 120 كيلومتراً في الساعة! لماذا سكت العالم عن هذا القتل؟ من منا لم يفقد عزيزاً في علب الحديد؟
ـ يقتل التدخين قتلاً مباشراً أكثر من سبعة ملايين إنسان كل عام، أكثر ممن قتلوا في كل الحروب منذ مئة عام بما فيهم الحربان العالميتان الأولى والثانية، كيف نجيز لهذا الموت أن يباع في الدكاكين؟ كيف لم نطلب من الأمم المتحدة أن تتدخل لإيقاف هذه الحرب العالمية الثالثة والرابعة والخامسة؟
ـ لماذا نطالب الدول بالسلام العالمي إذا ما كانت الحروب تنتجها المصانع، لماذا لا نطلب من المصانع إيقاف هذا القتل؟ لماذا لا نقول لشركات السيارات حددوا سرعات السيارات في مصانعكم، اجعلوها آمنة وانزعوا منها سرعة القتل، هل لم يصل العالم إلى عقار لعلاج النيكوتين، أيها الواصلون إلى القمر منذ خمسين عاماً!!
ـ إنه الاقتصاد، المال، لن تتوقف مصانع التبغ من إنتاج التبغ القاتل، طالما أنه يدير أكثر من 760 ملياراً من الدولارات كل عام، والمدخنون يستهلكون أكثر من 6.5 تريليون سيجارة في السنة الواحدة بواقع 18 مليار سيجارة في اليوم! لن تتوقف مصانع السيارات من إنتاج رصاصاتها طالما أنها تبيع أكثر من 80 مليون سيارة كل عام، عن أي تخفيف سرعة أتحدث طالما أن الشركات تعوّل على بيع قطع غيار السيارات من خلال أعطال السيارة، ومن خلال تلف قطع الغيار بسبب الحوادث التي تسببها السرعة.