|


إبراهيم بكري
اتحاد كرسي الحلاق
2019-02-25
‫لا يمكن أن تتطور كرة القدم في السعودية وكرسي رئاسة مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم لا يختلف عن كرسي الحلاق في كل ساعة يجلس عليه زبون مختلف.‬
‫في فترة قصيرة هذا الكرسي جلس عليه عادل عزت، نواف التمياط، قصي الفواز، ولؤي السبيعي.‬
‫بعد استقالة قصي الفواز أمس من رئاسة مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم دون أن نعرف المبررات الحقيقية وراء رحيله بعد مرور أشهر معدودات من الفوز في الانتخابات، بعد منافسة شرسة مع نفسه لأنه لم يكن غيره في صندوق الاقتراع.‬
‫من الطبيعي أن يرمي قصي الفواز ورقة استقالته بكل هذه السهولة في هذا التوقيت المحرج؛ لأنه وصل للكرسي دون أي عناء، دون أي خطة عمل، والشيء الذي تحصل عليه بسهولة سوف ترميه بكل سهولة.‬
‫مستقبل كرة القدم في الرياضة السعودية اليوم في مفترق طرق بسبب طريقة إدارة اللعبة بعشوائية وسط غياب التخطيط الاستراتيجي.‬
‫لا يوجد لدينا أي مشروع كل من يجلس على كرسي رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم يدير اللعبة من رأسه على كيفه، وكأنه طباخ كل يوم يخترع طبخة بمقادير مختلفة والضحية رياضة الوطن.‬
‫تعطيل دور الجمعية العمومية وحرمانها من صلاحيتها السبب الرئيس وراء هذه الفوضى الإدارية في الاتحاد السعودي لكرة القدم، لأن لو رئيس الاتحاد أدرك أن هناك من يراقب عمله ويقيمه ويحاسبه سوف يلتزم بضوابط العمل الإداري الاحترافي وليس العشوائي في الوقت الراهن.‬
‫من المهم في الانتخابات القادمة على كرسي رئاسة مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم، أن تكون هناك آلية عمل واضحة بعيداً عن المحسوبية؛ لضمان من يفوز في الانتخابات يستحق المنصب وفقاً للقدرات التي يملكها، لا نريد تكرار تجربة قصي الفواز الفاشلة بكل المقاييس.‬
‫السعودية غنية بالكفاءات الإدارية التي تملك التجربة والخبرة في الرياضة، فقط نحتاج أن نضمن انتخابات نزيهة حتى يتشجع كل من يملك القدرات أن يرشح نفسه، وصندوق الاقتراع الفاصل وليس الأهواء الشخصية.‬

لا يبقى إلا أن أقول:
يقع على عاتق رئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل المسؤولية الكبيرة لصياغة استراتيجية وطنية، تضمن أن تدار لعبة كرة القدم بالتخطيط العلمي وليس العشوائية التي ساهمت في تعطل منجزات الرياضة السعودية على مختلف الأصعدة.

قبل أن ينام طفل الــ"هندول" يسأل:
هل أصبح كرسي رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم مثل كرسي الحلاق؟!.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..