|


حسن عبد القادر
بلها واشرب مويتها
2019-02-28
الكذبة الأكبر في تاريخ كرة القدم هي مقولة إن مباريات الديربي لا تخضع للمقاييس الفنية.
لا أعرف من أطلقها ولا من روج لها، ولكني أعرف أنها كذبة.
المقاييس الفنية هي أساس الفوز والخسارة ومن خلالها تتحدد أوجه التنافس ومن بوابتها تأتي البطولات..
سجل عندك.
في ديربي مانشستر. كان اليونايتد يأخذ جاره المتواضع “السيتي” رايح جاي لأنه أفضل وأقوى فنياً وعناصرياً، ولم تشفع “للضعيف” السيتي عبارة أن الديربي لا يخضع للمقاييس حتى جاء “منصور بن زايد” وضخ في موسم واحد مليار جنيه إسترليني، وفي نفس موسم الضخ والتعاقدات “الدسمة” تحول الفريق المسكين إلى وحش وكسب اليونايتد بالستة، وحقق معها لقب الدوري بعد غياب طويل جدًّا. إنها إذًا مقاييس كرة القدم وليست مقاييس “كذبة” الديربي.
القياس على هذه الحالة كثير؛ فديربي كاتالونيا يجمع المدجج البرشا بجاره إسبانيول والغلبة عبر التاريخ للكبير والأقوى والأفضل البرشا، ونفس الحال في ديربي تورينو ومدريد. إذًا أين كذبة أن الديربي لايخضع للمقاييس الفنية.
قد تفلت مباراة في كل 5 مواسم بفضل الحظ أو الصدفة أو التحكيم، ولكن المقاييس تبقى ثابتة.
في دورينا كان النصر يبحث عن فوز على الهلال استمر لسنوات وهو يطارده، ولم يتحقق حتى غير المقاييس فيصل بن تركي بصفقات توازن الكفة حقق بعدها لقبين في موسمين متتاليين.
وفي جدة لا يزال الاتحاد يطارد على أمل تحقيق الفوز على جاره الأهلي في الدوري منذ سبع سنوات؛ لأن جاره خلال السنوات السبع أفضل منه فنياً وعناصريًّا. ولم تشفع للاتحاد كذبة غياب المقاييس في لقاءات الديربي ليخرج على الأقل بفوز وحيد في هذه السنوات السبع العجاف.
الليلة في لقاء الجوهرة وبعد سبع سنوات من الأفضلية الخضراء تغيب مقاييس الأفضلية بينهما؛ فالأهلي متساوٍ مع جاره في تقارب السوء الفني وستبقى للتفاصيل الصغيرة والتهيئة الدور في حسم اللقاء.
أما من ساروا خلف كذبة أن لقاءات الديربي لا تخضع للمقاييس الفنية فعليهم أن يبحثوا أين كتبها صاحب الكذبة و”يبلوها ويشربوا مويتها”، كما تشرب الفرق الضعيفة علقم الخسائر أمام الأقوى والأفضل والأجهز.