|


أحمد الحامد⁩
أصوات وألحان
2019-03-02
ـ بالأمس قدمت هيئة الترفيه مشكورة حفلاً لتكريم الفنان الكبير أبوبكر سالم رحمه الله، وهذه نقطة ذهبية تحسب لها في إرجاع حقوق الفنان المعنوية الذي عانى على الصعيد الخليجي بسبب النظرات السلبية التي كان يعامل بها من قبل بعض أوساط المجتمع، رواد الأغنية هم أكثر من قاسى تلك النظرات، حتى الجيل الذي أتى بعدهم.
تكريم أبو بكر على هذا المستوى الرسمي دليل نقاء الأجواء المحفزة لكل المواهب حتى في المجالات الأخرى، لكن الطريق للوصول للمكانة الفنية الكبيرة طريق صعب جداً وطويل جداً ويحتاج إلى وعي.
ـ قدم مجموعة من نجوم الأغنية في حفل التكريم عدة أغان للراحل أبو بكر، ورغم أن المشاركة بغنائهم لأغانيه تحسب لهم ويشكرون عليها، إلا أن بعضهم ظهر عليه الفارق الفني بين ما قام بأدائه وبين مستوى أبو بكر سالم الفني، وهذا أمر مقبول لأنها ليست أغانيهم ولم تلحن لأصواتهم، لكن الفارق كان واضحًا بصورة كبيرة وبطريقة تطرح عدة تساؤلات عن مستوى اللحن الذي يقدم اليوم، والذي يغطي الكثير من الضعف من خلال غناء جمل لحنية قصيرة لا يتعب الفنان نفسه بغنائها ولا تظهر مساحاته الصوتية على حقيقتها.
ـ لست ممن ينظرون على أن الماضي هو الجميل، أنظر للجميل الماضي والحاضر، لكن المغنين اليوم أخذوا الأغنية إلى مساحات صغيرة جداً يسهل تقليدها حتى من الفنانين الصغار؛ لأن ألحانها بسيطة، الفارق أن الملحن يعطي ألحانه للنجوم حتى يضمن انتشار لحنه ولا يعطيه للمغني المبتدئ الذي يحتاج إلى عملية تسويق تستغرق بعض الوقت، مشكلة الملحن الذي يفكر بهذه الطريقة أنه لا ينتبه أن نجاحه قائم على النجم المسّوق للحن، كما أن تاريخه لن يكون كصانع للنجوم بل كملحن قام بعض نجوم الأغنية بغناء بعض ألحانه.
ـ لا أنصح المغني الذي لا يتمتع بمساحات صوتية كبيرة أن يعيد غناء الأغاني التي غناها محمد عبده وطلال مداح وأبوبكر سالم، بإمكانه أن "يدندنها" بينه وبين نفسه أو مع أصدقائه، أما أن يغنيها في الحفلات أو يطرحها للعامة فهو يرتكب بحق نفسه خطأ كان في غنى عنه إلا إذا كان ذا مساحات صوتية كافية كصوت طلال سلامة مثلاً.