|


أحمد الحامد⁩
جيل الثمانينيات
2019-03-09
جيل الثمانينيات هم من ولدوا في أول أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن الماضي، الذين عاشوا أواخر طفولتهم وقضوا فترة مراهقتهم وبداية شبابهم في الثمانينيات، يسميهم بعضهم بجيل الطيبين أحياناً.
من أطلق عليهم هذا اللقب شاهدهم الآن وهم هادئون وناضجون فأعتقد أنهم "طيبون"، لا شك أن كثيراً منهم فعلاً كانوا "طيبين"، لكن هذا الوصف عموماً غير دقيق لأنه لا يشمل الجميع، أو أن الذي أطلق عليهم هذا اللقب شاهد صورهم القديمة في الفترة التي كانت التكنولوجيا موجودة، لكنها أقل مستوى مما هو حاصل، فأشفق عليهم كما أشفق أبناء الثمانينيات على الأجيال التي سبقته، وكما سيشفق الجيل القادم على جيل اليوم بعد عدة سنوات، خصوصاً أن سرعة تطور التكنولوجيا أصبحت أسرع مما يستطيع الإنسان العادي اللحاق به.
ـ قرأت عناوين لاحتفال يستذكر فترة الثمانينيات فنياً، وهي فترة ذهبية فعلاً وشخصياً أعتبرها الأقوى غنائياً، رغم أن التقنية المستخدمة في الموسيقى والتسجيل كانت أقل وتحتاج إلى أصوات "شايلة نفسها"، تلك الفترة حتى كلمات الأغنية لم تؤثر عليها التقنية كثيراً، صباح في عز التقنية غنت: غلطان في النمرة موجهة كلامها للمتصل، اليوم، بدر بن عبدالمحسن لو كان من جيل اليوم لن يكتب: وجت تاخذ رسايلها.. وخصلة من جدايلها! في الثمانينيات كانت الرسائل بديلاً للإيميل الجاف المتحجر، أوراق رسائل الثمانينيات كانت فعلاً تعكس أشواق العاشق الملتهبة أو لهفة الغريب البعيد.
ـ كل ما في هذه الحياة اليوم هناك من أوصلنا إليه، أولئك "راعين الأوّله" هم من أوقدوا شعلة النور الأولى، العلماء والأدباء والموسيقيون والرسامون والشعراء والإعلاميون، الذين أصبحوا مدارس تعلمت منها الأجيال، تبقى على كل الأجيال الحالية والقادمة أن تعمل وتعيش دائماً بصدق حتى توصل شيئاً أصيلاً بمعاييره الأخلاقية الرفيعة.
لا أقول ذلك لأن جيل الثمانينيات أو غيره كان أكثر صدقاً، كل الأجيال كان فيها إبداع وخطوات مهدت الطريق للأجيال التالية.
ـ بعد عشرين عاماً سيصبح هناك حفل لجيل اليوم، وسيكتب أحدهم كما كتبت أنا، الحياة لا تتوقف والتغيير أمر مهم لكل مجتمع يتقدم، ودائماً لكل جيل ناجح ثوابت لا تتغير، الأخلاق والصدق.