إذا كان الكاتب والمصور ليسا صحفيين.. فما بال الوجوه الأخرى..؟! التنفيذ والإخراج والتصحيح والأرشيف ومعالجة الصور والإنتاج والطباعة.. الصحافة مهنة محاطة بالغموض والسرية.. الناس يعرفون ماذا يفعل الأطباء والمهندسون والمدرسون والمحامون وبائعو الفلافل.. لكنهم أبداً لا يملكون الحد الأدنى عن أي معلومة حول طبيعة عمل الصحفيين..
الصحافة تصنع في الغرف المغلقة؛ ولهذا كانت هناك مسافة واسعة من عدم الدراية بحقيقة عملها.. الحديد مثلاً له نفس الخاصية.. لا أحد يعرف كيف ترتفع وتنخفض أسعاره.. هو أيضاً أحد الأسرار الصناعية.. ليست المسألة هنا حول ماهية العرض والطلب.. أتحدث عن شيء آخر.. إذا لم يكن لديك صديق أو قريب يعمل في الصحافة، أو لم تتمكن من زيارة صحيفة في مقرها الرئيس ومطابعها، فإنك لن تكوِّن فكرة وافية عن عمل هذه المهنة الصامدة أمام عاصفة التغيير..
أعود للحديث عن المخرجين والمصححين والمنفذين والأرشيفيين.. هؤلاء يتعبون ويعانون ويستهلكون ويستنفذون أحياناً أكثر من الصحفيين أنفسهم، لكن من الصعب القول إنهم صحفيون.. أيضاً يصعب تركهم في خانة الأدوات المساعدة.. التصحيح مثلاً هو أشبه بوزارة دفاع.. أشبه بحارس مرمى.. لا يُبْحث عنه إلا وقت المصائب..
كأن أصواتهم مثل أبواق سيارات الإسعاف المزعجة.. أي غلطة لغوية وحتى معلوماتية في الصحيفة توجه لهم رماح العتاب والملامة، وأحياناً التوبيخ.. قدرهم أنهم اسمهم "التصحيح".. لا تقبل الأخطاء والهفوات منه.. وجل سبحانه الذي لا يسهو ولا يغفو ولا يخطئ..
المصحح يعالج أغلب مفردات الصحيفة، ويسعى جاهداً للمحافظة على استايلها ونهجها وأسلوبها.. يمكن بسهولة وبمصداقية وصفه بحمَّال الأسية.. مع كل هذا لا يمكن أن يطلق عليه صحفي.. لا يمكن أن ينتسب لمهنة المتاعب.. يأخذ منها التعب والهم والإرهاق والتوتر.. "خيرك لغيري والشقى والعنا لي".. هذا شطر بيت شعر شعبي شهير.. يصلح أن يرفعه العاملون في أقسام التصحيح شعارًا لحالهم وحالتهم ..
إنهم لا يأخذون من الصحافة إلا ساعات الدوام الممتدة أحياناً خارج النطاق الطبيعي وفقاً لفرضية الأحداث.. يأخذون منها الأخطاء التي يجب ألا تفوت عليهم.. أما ماذا تعطيهم فهو سؤال ملغم ولا يفترض طرحه أساسًا..
أيها الأحباب المصححون.. لا تخطئوا.. احذروا.. انتبهوا.. ركزوا.. إنها الكلمات التي تسمعونها دوماً.. ولا تنتظروا أن نقول لكم تعالوا بجانبنا في صورة كبيرة داخل إطارها أناس يسمون بالصحفيين..!!
الصحافة تصنع في الغرف المغلقة؛ ولهذا كانت هناك مسافة واسعة من عدم الدراية بحقيقة عملها.. الحديد مثلاً له نفس الخاصية.. لا أحد يعرف كيف ترتفع وتنخفض أسعاره.. هو أيضاً أحد الأسرار الصناعية.. ليست المسألة هنا حول ماهية العرض والطلب.. أتحدث عن شيء آخر.. إذا لم يكن لديك صديق أو قريب يعمل في الصحافة، أو لم تتمكن من زيارة صحيفة في مقرها الرئيس ومطابعها، فإنك لن تكوِّن فكرة وافية عن عمل هذه المهنة الصامدة أمام عاصفة التغيير..
أعود للحديث عن المخرجين والمصححين والمنفذين والأرشيفيين.. هؤلاء يتعبون ويعانون ويستهلكون ويستنفذون أحياناً أكثر من الصحفيين أنفسهم، لكن من الصعب القول إنهم صحفيون.. أيضاً يصعب تركهم في خانة الأدوات المساعدة.. التصحيح مثلاً هو أشبه بوزارة دفاع.. أشبه بحارس مرمى.. لا يُبْحث عنه إلا وقت المصائب..
كأن أصواتهم مثل أبواق سيارات الإسعاف المزعجة.. أي غلطة لغوية وحتى معلوماتية في الصحيفة توجه لهم رماح العتاب والملامة، وأحياناً التوبيخ.. قدرهم أنهم اسمهم "التصحيح".. لا تقبل الأخطاء والهفوات منه.. وجل سبحانه الذي لا يسهو ولا يغفو ولا يخطئ..
المصحح يعالج أغلب مفردات الصحيفة، ويسعى جاهداً للمحافظة على استايلها ونهجها وأسلوبها.. يمكن بسهولة وبمصداقية وصفه بحمَّال الأسية.. مع كل هذا لا يمكن أن يطلق عليه صحفي.. لا يمكن أن ينتسب لمهنة المتاعب.. يأخذ منها التعب والهم والإرهاق والتوتر.. "خيرك لغيري والشقى والعنا لي".. هذا شطر بيت شعر شعبي شهير.. يصلح أن يرفعه العاملون في أقسام التصحيح شعارًا لحالهم وحالتهم ..
إنهم لا يأخذون من الصحافة إلا ساعات الدوام الممتدة أحياناً خارج النطاق الطبيعي وفقاً لفرضية الأحداث.. يأخذون منها الأخطاء التي يجب ألا تفوت عليهم.. أما ماذا تعطيهم فهو سؤال ملغم ولا يفترض طرحه أساسًا..
أيها الأحباب المصححون.. لا تخطئوا.. احذروا.. انتبهوا.. ركزوا.. إنها الكلمات التي تسمعونها دوماً.. ولا تنتظروا أن نقول لكم تعالوا بجانبنا في صورة كبيرة داخل إطارها أناس يسمون بالصحفيين..!!