|


أحمد الحامد⁩
أحلام مغتربة
2019-03-16
ما حدث بالأمس في نيوزيلندا من عمل إرهابي أدانته كل الدول والأفراد، يبقى أن المنفّذ أو المنفذين يمثلون أنفسهم فقط ولا علاقة بدينهم لا من قريب ولامن بعيد، بما حرضهم على إجرامهم.
نيوزيلندا تبعد آلاف الكيلومترات عن الموطن الأصلي لكل ضحية من الضحايا، وإذا ما استثنينا الطلبة وحددنا اللاجئين والمهاجرين وتساءلنا ما الذي أجبر هؤلاء على ترك بلدانهم والذهاب بعيداً رفقة زوجاتهم وأطفالهم في رحلة طويلة تملؤها كل هموم الغربة بتفاصيلها المحزنة، التي قد لا يطلع عليها إلا من جربها، من جعل هؤلاء يتحملون العيش في بيئة مختلفة بصورة عامة عن عاداتهم وموروثهم، لماذا يحمل هؤلاء نظرات المتطرفين وشعوره بأنه إنسان غريب حتى لو قضى أكثر سنوات حياته، وهو فعلاً إنسان غريب لأنه من مكان آخر، معظم هؤلاء هربوا من بلدانهم إما بسبب الحروب الأهلية أو من ظلم حكومات بلدانهم أو من الفساد الذي جعل منهم فقراء رغم ثروات أرضهم، الصراعات على السُلطة حولت بلدانهم إلى دول لا مستقبل للإنسان بها، الأحزاب الكاذبة دائماً حولتهم إلى ضحاياً، لا يوجد بلد في الشرق الأوسط تحكمه الأحزاب وعاش حياة حرة كريمة، الأحزاب دائماً كاذبون، والمتحزبون غايتهم الوصول إلى السلطة حتى يتحكموا بمقدرات البلد وكل ما يرفعونه من شعارات هي "عدة" السرقة، تماماً كما يفعل الحرامي عندما يأخذ بعض الاحتياجات التي تساعده في التسلق على جدار المنزل للوصول إلى مكان الأموال، أفشل البلدان في عالمنا القريب منا هي من حكمته الأحزاب، ومن سمحت بتواجد الأحزاب، المهاجرون العرب والمسلمون قبلوا بأن يكونوا غرباء يورثون الغربة لأبنائهم لأن سعير ذوي القربى أشدُ مضاضة، منذ متى كان العراق فقيراً؟ منذ متى كان الصومال فقيراً؟ لا يوجد بلد فقير، لكن فساد الأحزاب هي من تجعله فقيراً، كل حزب هو مجرد عصابة اجتمعت للسرقة، أعرف آلام المتغربين جيداً وأعلم مدى جرح كل من يعامل بعنصرية، هؤلاء لم يختاروا هذا العذاب حتى إن بدت بلدان هجرتهم متقدمة أو متطورة، هي لا تشبههم ولا تصلح لهم دائماً، ومشكلة المهاجرين الذين تمنوا أن تزول ظروف بلدانهم الصعبة حتى يعودوا سريعاً، أن بلدانهم ازدادت سوءًا، وستبقى هكذا طالما أن الأحزاب باقية، أتمنى أن يعود كل غريب إلى وطنه، أعلم أنه حلمهم الذي طال انتظاره وآمل ألا يطول أكثر.