|


د. حافظ المدلج
الشباب والكتاب
2019-03-19
“أعز مكان في الدنا سرج سابح – وخير جليس في الزمان كتاب”، بيت عظيم قاله الشاعر الأعظم في التاريخ قبل أكثر من ألف عام وما زلنا نردده ونستشهد به، رغم أن “الخيل” لم تعد وسيلة الركوب وقوة الحروب ولم يعد “الكتاب” خيار المجالسة الأفضل، فقد تغير الزمن كثيراً فأصبحت “الخيل” للتباهي والمنافسة في سباقات السرعة والقفز والجمال والتحمل، وصارت الهواتف الذكية بديل “الكتاب” للقراءة والمعرفة، وتغيرت بذلك العلاقة بين “الشباب والكتاب”.
لكن جرعة الأمل في مكانة “الكتاب” تتزايد كلما جاء “معرض الكتاب” وتزاحم الشباب على زيارته واقتناء القديم والحديث من الكتب التي تتوفر تحت سقف هذه التظاهرة الثقافية السنوية، غير أن بعضهم لا يريدنا أن نفرح باهتمام شبابنا بالثقافة الراقية المرتبطة بالكتاب؛ فيوهمنا بأن الشباب يذهبون للمعرض بحثاً عن المتعة والفرجة والترفيه؛ لأنها المتنفس الوحيد في مدينة الرياض التي قال عنها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي قبل ثلاثين عامًا إنها “مدينة قاسية تجبر العازب على الزواج”، ولكن الرياض تغيرت وازدهرت ونمت وتطورت وأصبحت أقرب لقول “البدر”: “آه ما أرق الرياض”، فتزايدت فيها الفعاليات الترفيهية لدرجة أصبحت الروزنامة تضيق من كثرتها، لكنها لم تؤثر على تزايد الارتباط بين “الشباب والكتاب”.
في هذه الأيام لا صوت يعلو على “مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل” والفعاليات المصاحبة له، التي تجذب الشباب من الجنسين ليقضوا أجمل الأوقات في القرية العالمية التي فاقت حدود التوقعات، ورغم ذلك يتزايد الإقبال على “معرض الرياض الدولي للكتاب” الذي يستضيف 913 دار نشر أحضرت معها عشرات الآلاف من الكتب والمطبوعات، ومع تزايد الزوار تأكدنا أن شبابنا محب للقراءة والاطلاع ينتظر منصة مناسبة يجتمع فيها “الشباب والكتاب”.

تغريدة tweet:
في الجامعة أكلف كل طالب بتلخيص كتاب من اختياره، أشترط بأن يكون له علاقة بالإدارة، لكنه ليس من الكتب الدراسية، بحيث أضمن أن يقرأ ما يمتع الطالب ويزيد من علاقته بالكتاب من خيال الحديث عن فكرة الكتاب وأهم محاوره والبحوث التي يمكن استنباطها منه مع ضرورة النقد الموضوعي للكتاب بذكر الإيجابيات والسلبيات، وأملي كبير في أن شباب اليوم أصبحوا أقدر على اختيار ما يناسبهم من منابع الثقافة العامة والخاصة؛ فيجدونها في الكتاب، وعلى منصات القراءة نلتقي،