|


حسن عبد القادر
الأهلي بين التغريدة و"الريتويت"
2019-03-21
لم يكن الهلال خصماً وحيدًا للأهلي في لقاء نصف النهائي العربي، فالفريق الأخضر الذي ذهب للرياض واضعاً في حسبانه أنه سيواجه فريقًا واحداً في الملعب، تفاجأ بأنه يواجه أكثر من خصم كان أشدهم ضررًا الحكم "الجنيبي" الذي طبق نصف القانون حسب رغبته وتناسى نصفه الآخر حسب قانون التحكيم وهو حماية اللاعبين.
طبق مبدأ الحالات التقديرية التي شاهدها بعينه أو تلك التي شاهدتها كاميرات الـVAR بنفس العين، وكلاهما كانا يشاهدان الحالات بمنطق "وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء".
لم تكن ليلة عادلة بمفهوم التنافس أو أبجديات التحكيم، لأنه وأقصد الجنيبي تغاضى عن الجزء الأهم مندوره كحكم وهو حماية اللاعبين وسلامتهم وأخذ حقوقهم.
السومة يتعرض لضرب متعمد من بوتيا في وسط الملعب، ولا يستجيب الحكم لصرخات السومة أو تألمه ولا يعود لتقنية الفيديو ولا يتلقى تنبيهاً منهم لحالة أعيدت لقطاتها للتأكيد بأن قانون حماية اللاعبين غير معمول به في اللقاء. بعدها بدقائق يعود نفس اللاعب بوتيا لضرب لاعب آخر ويحصل معها على بطاقة صفراء لذر الرماد، وكان من المفترض أن تكون بطاقة الطرد لولا أنه أغمض عينيه وأذنيه عن الحالة الأولى.
تكررت الحالة مع سالم الدوسري الذي ضرب ستانسيو وهي حالة طرد لا يمكن أن تمر إلا على حكم كان يعرف ما يفعل قبل أن يطلق صافرة البداية.
في الحالتين أغمض الحكم والـ VAR الأعين والكاميرات، وتركوا لنا حق الاجتهاد وقراءة النوايا.
الأصعب من كل هذا أن الاستديو المباشر أثناء اللقاء واستديو "السهرة" "المختلط" كانا يطبقان سياسة تويتر. الاستديو الأول يغرد والثاني يعمل "الريتويت"؛ لأن نفس الآراء وتقييم الحالات واختيارها وعرض اللقطات وإخفاء بعضها كانت متشابهة في الاستديو الأول والثاني، ولم يتحدث أحد عن حقوق أهدرت وحالات أخفيت. وإنما تحولوا إلى ناصحين للأهلي ومدرجه ومدربه، ومطالبين بالتزام الهدوء وتقبل الوضع كما هو.
أسئلة كثيرة طرحت لماذا فعلوا بالأهلي هكذا؟ لماذا تجاهلوا حقوقه
التي فرضها القانون؟ لماذا لم يراعوا مشاعر جماهيره وهم يشاهدونه يحرم من أبسط حقوقه؟
كل هذا التساؤلات ستبقى معلقة، وإذا عرفنا بعضها سنصل إلى نصف الحقيقة، ويبقى النصف الآخر لدى جماهير الأهلي ولاعبيه في ملعب الجوهرة.