|


أحمد الحامد⁩
للنجاح ألف وجه
2019-03-23
أمامي مجموعة من الكتب التي حاول مؤلفوها أن يلهموا القارئ من خلال نشر قصص المشاهير الذين حققوا النجاح والشهرة والمال، لدى معظم هؤلاء المشاهير مع اختلاف أماكنهم وأزمنتهم رابط مشترك هو الألم.
معظمهم بقي الألم في حياتهم دائماً أو في بداياتهم، لكنه كان محركاً ومحفزاً لهم للعمل أو في الكتابة عنه أو من وحيه بالنسبة للمشاهير من الأدباء، الإنسان بداخله طاقات كامنة وعقول البشر مختلفة، بعضها يستطيع اكتشاف طاقاته بنفسه، فيعمل على تطويرها وبعضهم يحتاج إلى تلك الظروف المؤلمة التي تجعله مضطراً لتغيير الوضع مجبراً، مثله مثل الذي يدخل غرفة العمليات حتى يتخلص ويبتعد من حالة لم يخترها بنفسه، متحملاً بذلك الألم، كل هذه الكتب المحفزة مفيدة كقصص إنسانية على أقل تقدير، لكن ربط نجاح الإنسان بتحقيق الثروة في نهاية المطاف وغرز فكرة أن تحقيق الثروة هي النتيجة الأخيرة في العقل الباطن للقارئ فيه خطأ وظلم كبير وتحفيز خاطئ، أي أنك حتى تحقق صورة النجاح في الكثير من هذه الكتب، هي أن تنتقل من وضع مادي معدم أو بسيط إلى امتلاك ثروة عظيمة كأصحاب الشركات اليابانية والكورية الكبيرة مثلاً، أو أن تتحول إلى أديب يمتلك ثروة مارك توين، لا يعرف عن العقاد بأنه كان ثرياً في أواخر حياته لكنه العقاد، حتى نجيب محفوظ الذي حصل على جائزة نوبل لا يعرف أنه مات وفي حسابه ثروة تشارلز ديكينز، كل مكان له ظروفه وأسلوبه وشكل نجاحه، أن تكون فقيراً معدماً ثم تكافح شريفاً في الحياة ثم تمتلك بيتاً وتكوّن أسرة يعتبر نجاحاً فائقاً قياساً بما كنت عليه، أن تولد في بيئة غير متعلمة ثم تكافح وتتعلم تعليماً ممتازاً، وتنشأ أسرة متعلمة يعتبر نجاحًا كبيرًا، أن تحسّن من وضعك المالي بزيادة مصادر دخلك ويؤثر هذا الارتفاع عليك، وعلى أسرتك يعتبر نجاحاً رائعاً، ليس مطلوب منا أن نكون مثل هذه الأسماء التي في الكتب، وليسوا هم الإطار الوحيد الذي يجب أن نضع أنفسنا بداخله حتى نحقق النجاح الذي له ألف وجه، ويقاس على بيئة وظروف المكان والزمان للإنسان، دعونا نلخص تجارب الأسماء التي في الكتب بأنهم حاولوا دائماً ولم يتوقفوا عن العمل وخوض التجارب واستثمار طاقاتهم، كما باستطاعتك أن تفعل أنت ولكن ليس كما كانوا هم، بل ما ستستطيع أن تكون أنت عليه.