|


سعد المهدي
التمهيد للمواجهة الكبرى
2019-03-25
هل فرط الهلال في فارق نقطي مريح قبل مواجهة النصر؟ هذا صحيح وله أسبابه التي يسأل عنها جهازه الفني واللاعبون، لكنه أيضًا في إطار منافسات الدوري يبقى أمرًا عاديًّا.
المتابعون لدورينا من غير أنصار النصر والهلال، يهمهم أن تستمر الإثارة إلى آخر جولة، وهذا إن حصل سيكون على حساب الناديين اللذين سيكونان في أعلى درجات الإرهاق النفسي والبدني، لذا فلا أحد منهما يريد ذلك، بل كل منهما يتمنى أن يمضي وحيدًا آخر ثلاث جولات.
ماذا كانت خيارات الهلال الفنية أمام أحد؟ يلعب في أيام “فيفا” بالتالي يفقد لاعبًا مهمًّا مثل كاريلو الذي يشارك منتخب بلاده “بيرو”، ولا يتمكن من إشراك البرازيلي كارلوس إدواردو لعدم اكتمال شفائه، ويبقي الأسترالي دجينيك على دكة البدلاء حتى يضمن عدم تلقيه البطاقة الصفراء الثالثة التي ستحرمه من المشاركة في المباراة التالية أمام النصر، وعلى الرغم من أن الخيارات بدت وكأنها محدودة، لكن ذلك ما كان يجب أن يقف أمام الحصول على النقاط الثلاث لأسباب بديهية.
أولاً أن الهلال رغم ذلك ظل يحتفظ بأفضلية العناصر ومعها الأرض والجمهور، ثانيا أن فريق أحد الذي يصارع من أجل البقاء اضطر لتسليمه الملعب وكان تحت ضغط طوال التسعين دقيقة، ثالثًا أن فرصًا متنوعة تهيأت من خلال محاولات اختراق للعمق نجح بعضها ولم تنته للشباك وتكسر معظمها أمام صلابة عناصر الدفاع والأهم جودة التنظيم، لكن هذا لا يخلي مسؤولية اللاعبين كما أنه ينقلنا إلى الدور الذي كان على مدرب الفريق زوران وما إذا كان أخطأ في ما عليه فعله؟
اختيار التشكيلة التي بدأ بها زوران المباراة، لو لم يخسر الهلال النقطتين لكان يمكن أن يكون اختيارًا يتماشى مع ظروفه وحاجة المباراة، وما بعدها، أما وقد عجز عن تحقيق الفوز فهذا يطرح سؤالاً مباشرًا: لماذا لم يبدأ بدجينيك وسالم الدوسري وسوريانو، ومن ثم يعود للتبديل بعد ضمان النتيجة، مثل هذه الأسئلة بالرغم من أنها لا تبدو دائمًا في محلها بحكم أن المدرب عادة الأقرب من لاعبيه والأعرف بظروف فريقه، لكنها تفرض نفسها في حال الهلال أمام أحد.
أربع نقاط خسرها الهلال من تعادلين قلصت فارق النقاط مع أقرب منافسيه النصر إلى نقطتين، ما يعني أنهما تبادلا التفريط إلى حد أقرب للتساوي، ما تسبب في جعل مواجهتهما “الجمعة المقبل” مفترق طرق بالأخص إن انتهت بفوز أحدهما.