لم تطلق كلمات شاعر نجوماً غنائيين كما فعلت كلمات عبد اللطيف البناي، بالورقة والقلم سجلوا معي، أول أغنية قدمت عبد الله الرويشد كانت رحلتي من كلمات عبد اللطيف، أول مرة نشاهد بها نبيل شعيل في ذلك الاستديو المليء بالدخان وحقائب السفر في أغنية سكة سفر كانت من كلمات عبد اللطيف، أول مرة نتعرف على صاحبة الصوت العذب رباب كان في أغنية اجرح من كلمات عبد اللطيف.
أول مرة نشاهد الفتاة نوال ذات السبعة عشر عاماً وهي تغني في صالة التزلج أغنية يوه يا يوه من كلمات عبد اللطيف، أول مرة نستمع لرابح صقر في إحدى أجمل أغانيه المدهشة برومانسيتها كانت أغنية صابرين من كلمات عبد اللطيف، أول مرة نستمع للصوت الجامح أحلام كان في أغنية أنا ربي بلاني فيك بلوه من كلمات عبد اللطيف البناي، ستة أسماء كبيرة في تذكر سريع، هل هناك شاعر في الخليج العربي بدأ المغنون عالم الأغنية من كلماته في أولى أغانيهم وحققوا في هذه الانطلاقات الصاروخية كما فعل معهم عبد اللطيف البناي؟ حسب ذاكرتي لا يوجد، لعبد اللطيف البناي أكثر من 600 أغنية أمر على بعض منها، أنا رديت وباعوني ووداعية وللصبر آخر ومشتريه والله معاي والصوت الجريح وعدة أغان أخرى لعبدالكريم عبد القادر، كل الحكاية وحط النقط فوق الحروف وليه يا دنيا ورفعت الصوت وكل ما دقيت وعلى مهل وتذكر من أنا ويا عيوني لطلال مداح، وهلا بالطيب الغالي وأغنية المنتخب الشهيرة وين ما يروح الأخضر لمحمد عبده، وعوافي والله أمر لعبدالمحسن المهنا وهذاك أول ونهر عطشان ومجموعة أخرى لرباب، لست هنا لحصر الأغاني التي كتبها عبد اللطيف البناي، فهي امتدت إلى كل نجوم الأغنية الخليجية تقريباً، بل لذكر بعض ما قدمه هذا الشاعر الغنائي العملاق، بالأمس شاهدت تكريماً له وهو على كرسي متحرك، شعرت بمدى جحودي تجاهه وتقصيري في ذكر روعة إبداع هذا الشاعر الكبير، الشاعر الغنائي عبد اللطيف البناي شاعر استثنائي، ولد ليكون صانع أغنية ناجحة، مسافرة وباقية، لا يمكن لأي باحث في أغنية السبعينيات والثمانينيات إلا ويجد هذا الرجل يقف خلف العديد من جمال وقيمة الأغنية في تلك الفترة، عبد اللطيف البناي شكراً لا تكفيك، لا تكفيك فعلاً.