|


هيا الغامدي
نصر و«ثلاثة رؤوس»
2019-03-31
تدور الدوائر ولا يبقى شيءٌ على حاله، وهذه حال الكرة، ولولا ذلك لما تابعناها بحماس. صعد النصر، وسقط الهلال، هلالٌ لم يكن يغلبه غلَّاب، يتعثر ويتبعثر، وينزف سبع نقاط في آخر ثلاث جولات وأمام النصر، ونصر ينتفض، ويرغب في الدوري أكثر، وانتصارات متتالية في آخر سبع مباريات مع البرتغالي فيتوريا الذي يواصل معه نتائجه الإيجابية المذهلة، والعكس صحيح في الهلال مع زوران!!
والسؤال الذي أعاد طرح نفسه مجددًا: لماذا أقيل البرتغالي خيسوس، وجيء بزوران؟ وزوران يعمل على “تكتيف” الهلال مع انخفاض مستوى أغلب لاعبيه الذين يعوِّل عليهم، وأهمهم الفرنسي جوميز؟! هل هو مصاب، أم أصيب في شهيته وحسب؟! أين أجانب الهلال، ولماذا اختفوا وتبخروا أمام روعة عناصر النصر الأجنبية؟! لماذا اختفت الروح القتالية “الجرينتا” فجأة من الهلال، وتلبَّست أجساد النصراويين، وطارت بهم إلى القمة؟! على زوران مسؤوليةٌ، وعلى اللاعبين الذين لم يظهر منهم إلا رجل الهدف الخرافي “سالم الدوسري”، والبليهي، وعلى الإدارة التي اهتمت بكل شيء قبل الديربي إلا التركيز داخل الملعب، وحصد النقاط. كثرة المهاترات أثَّرت في تركيز اللاعبين والإدارة والمدرب، ولم تأتِ بخير، والإدارة الواعية “الناضجة” لا تلتفت إلى مثل هذه المشتتات، مهما كانت، وتركز على المهم والأهم فقط. قمةٌ أمتلكها 20 جولة، وأخسرها على طريقة بيدي لا بيد عمرو وبدم بارد؟! أعطني روحًا قتالية في الميدان ومحاربين أفذاذًا، أعطِك مستوى لائقًا، ونتيجة إيجابية. لاعبو النصر صفق لهم الغريب قبل القريب، وكأنهم على جبهة قتال. ثلاثة رؤوس أصابت الهلال بمقتل، وأسقطته وصيفًا، وجعلت قادمه أصعب، والنصر قادمه أصفرَ زاهيًا مثل حديقة ربيع مذهلة. مباريات سهلة، سيعمل عليها بطريقة النهائيات. قبل الديربي كان مصير النصر معلًّقًا بيد الهلال، والآن العكس، رقبة الهلال بيد النصر، وينتظر منه أي زلة، هذا إذا استمر في مواصلة الحصاد، وودَّع نوبة الجفاء التي أصابته فجأة في التهديف والفوز في المباريات. النصر لا تزل قدماه إذا كان على الطريق بعضٌ من هلال فما بالك بهلال يبحث عن قمة ولقب! وجود الهلال محفزٌ جدًّا على مواصلة النصر انتصاراته بالرؤوس، أو الأقدام أو...!! هل سيُضحي الهلال بدوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين من أجل آسيا؟! المقبل صعبٌ، والخصوم يستأسدون أمام الهلال، ويبحثون عن تعطيله كبطولة ويحتفلون بذلك!! وإذا ما أراد العودة فعليه التركيز والحصاد دون النظر إلى أي شيء، وترك البقية لتعثر النصر، فهو مَن وضع رقبته بيد غيره ومصيره لدى الآخرين بعد أن كان متسيدًا الموقف، بغباء نزف النقاط. فارق نقطة كما فارق عشر نقاط، المهم مَن يكسب في النهاية.