|


أحمد الحامد⁩
رفاق الحب
2019-04-01
الحب لا يرضى أن يرافق كائناً من كان، حتى لو ادعاه هذا الكائن ومات من لوعته، الحب يصاحب ذوي النوايا الصادقة فقط، عدا ذلك كلها مسميات مختلفة لا علاقة لها بمفهوم الحب، الحب رفيق نبيل يرشدك للعفة ونقاء السريرة، ويخلصك من أحمال كثيرة قد تضعها فوق نفسك طيلة حياتك دون منفعة وتسبب لك الضرر.
الطريق مع الحب بالضرورة ينجيك من خذلان تصرفاتك، لأن الحب تركيبة من صدق ومروءة وبذل ورفعة.. لذلك يصادق الحب الحقيقي أصحاب المبادئ في الحياة المقدمين لفضائلهم، يقول الشاعر: وقيل المروءة ألا تعمل عملاً في السر تستحي منه في العلانية، ويقول آخر: وما المرء إلا حيث يجعل نفسه فكن طالباً في الناس أعلى المراتب.
ـ آمنت أن أصحاب النوايا السليمة محميون من خلال نواياهم الطيبة، منبع هذه النوايا هو الحب، الرفيق الذي لا يخذلك أبداً حتى إن بدت الأمور أحياناً بأنها ليست على ما يرام، حتى إن بدت لك أنها في أسوأ أحوالها، الحب وتفرعاته سيحميانك، بل أكثر من ذلك سيجعلانك قويًّا دائماً، مطمئناً ومتصالحاً مع نفسك دائماً.
ـ راهن على مرافقة هذا النبيل ولا تستعجل النتائج، ستأتيك في أجمل أحوالها وفي وقتها المناسب، راهن عليه وسيحميك بطريقة قد تستغربها، سيقدمك لنفسك قبل أن يقدمك للعالم بقيمك وأخلاقك وسلامك القوي.
ـ من جمال الحب أنه ذو تاريخ عتيد في الانتصارات، حتى إن أعلنت هزائمه، سرعان ما ينتصر الحب ورفقاؤه، في حياتهم أو بعد مماتهم، يقول التاريخ إن من يحملون الحب الدائم لديهم سحر عجيب، طاقة منتصرة، وحماية رغم الحاسدين، يقول التاريخ إن الحب ورفاقه هم من انتصروا للجمال وأبقوا الرغبة في قلب الإنسان للحياة وحب الحياة.
ـ الحياة طريق لا يتكرر، زمن لا يعود، اكتب تاريخك المجيد بمداد الحب، استمع إليه وتحمل مشقة دروبه، ستوصلك حتماً إلى ما يليق بك، إلى ما يليق برفيق الحب، بصاحب القلب الذي إن ضاقت الدنيا عليه اتسع قلبه للعالم كله، هذا ما قرأته عن رفاقه، عن سيرهم التي حفظها التاريخ عرفاناً لهم، التاريخ الذي يقول لنا مهما بدا لك فإن هذا العالم يقوده الحب.