|


أحمد الحامد⁩
تغريدات الطائر الأزرق
2019-04-04
أعود لتغريدات الطائر الأزرق "تويتر" التي حاولت الالتزام بها كل جمعة، في الأسبوعين الماضيين لم ألتزم بموعدها، الالتزام صعب والتبريرات ضعف، بعض الحسابات في تويتر تكتب في "البايو" وهي كلمات تعريفية يصف بها صاحب الحساب نفسه أو محتوى ما يكتبه.
تكتب عبارات جميلة قد لا يكون لها علاقة بالمحتوى وقد يكون، عندما تعرفت على تويتر كنت أسعد بمشاهدة بعض الحسابات التي تخصصت بنشر ما كتبه الشعراء الكبار، ولاحظت أعداد متابعيهم الكبيرة، المتنبي مثلاً له عدة حسابات لكن بعض المسؤولين عن هذه الحسابات سرعان ما يحولون الحساب بعد ارتفاع أعداد متابعيهم إلى "بيزنس"، فتجد المتنبي يعلن "ورق عنب"، والمعري يعلن مطاعم تقدم تخفيضات على الوجبات، يحكى أن المعري كان نباتيًّا وعندما مرض ووهن طبخوا له ديكًا، ولأنه كان أعمى لم يخبروه بأن وجبته هي ديك مطبوخ، لكنه تلمس الطعام وسألهم، وعندما قيل له إنه ديك، قال قولاً شهيرًا مخاطبًا الديك المطبوخ: استضعفوك فوصفوك.. هلّا وصفوا شبل الأسد!، صاحب حساب مترمل يبدو أنه من أحبتنا السودانيين، أو أنه يتقمص شخصية السوداني، كتب مترمل بلهجة سودانية: مشكلة الحياة ما صريحة تلف وتدور، علشان كدا قررت ألف وأدور معاها وفي نص الطريق ضيعتها وضعت أنا ذاتي!، أذهب إلى بايو آخر، الشاعر عبادي الزهراني كتب: كنت صدفة ولكن: كلفتني عمر! جميل هذا الرد على بعض الصدف، الحقيقة أن بعض الصدف فعلاً تكلف بعضهم حياتهم، لكنها تصنع حياة آخرين، الإنسان بطبيعته مستعد دائمًا لأمر ما، وأنت وحظك، فإن كانت فرصتك جيدة وكنت حينها مستعد لما هو جيد فهذا حظك الطيب، وإن كنت عكس ذلك أعانك الله وأعاننا. خالد السالم غرد تغريدة حزينة عن المبدع، كتب خالد: قدر المبدع أن يكون مختلفًا ومتفردًا ومستقلاً وربما منبوذًا! أتفق مع خالد، في حالة نبذ المبدع مؤشر واضح أنه في المكان الخاطئ، وأنه يعيش مع من لا يصلحون له، وإذا ما استمر في إبداعه فالفراق معهم حاصل لا محالة، لأنه في حقيقة الأمور لا ينتمي إليهم حتى لو كانوا أقرب أقربائه، المبدعون يعيشون غربة لكنها تنتج ما هو ثمين، آلام غربتهم تشبه آلام الصّدفة من دخول حبة الرمل في جوفها، تألمها دائمًا فتنسج حولها ما ينتهي باللؤلؤ.