|


د. حافظ المدلج
أمانة الصوت
2019-04-06
تطالعون مقال اليوم والاتحاد الآسيوي لكرة القدم ينتخب مجلس إدارته للسنوات الأربع المقبلة في أجواء مشحونة بالمنافسة على أصوات الناخبين، وإن كان الجانب الإيجابي يتمثل في وحدة آسيا خلف الرئيس الذي فاز بالتزكية بعد أن حظي بدعم جميع القوى الكبرى، ما أدى إلى انسحاب المنافسين على كرسي الرئاسة، ومعه زاد احتدام المنافسة على بقية الكراسي وسط تكتلات ممتدة لسنوات، أصبحت تتحكم في أصوات غالبية الدول حتى ضاعت "أمانة الصوت".
"الصوت أمانة"، عبارةٌ نرددها كلما رأينا ناخبًا يتجه نحو صندوق الاقتراع ليضع صوته داعمًا مرشحًا دون آخر، حيث السؤال الكبير عن آلية الاختيار، وأسباب القرار الذي على ضوئه يتحدد مستقبل القرارات التي ستصدر عن ذلك الكرسي، الذي تمَّت من أجله الانتخابات، وتأتي الإجابة الصادمة، أن المصلحة الخاصة تحدِّد قرار التصويت للكرسي الذي يقرِّر المصالح العامة، وهنا تتضاعف الأسئلة الصعبة المحيِّرة، وتتزايد الشكوك حول "أمانة الصوت".
"وزن الصوت"، قضيةٌ نتفق ونختلف عليها في كل الانتخابات الرياضية، حيث يقول العقل والمنطق: إن صوت الدول الكبيرة والمؤثرة في الحركة الرياضية، يُفترض أن يكون له "وزن" أكبر من الدول الصغيرة التي لا تساهم في تنمية الرياضة، لكنَّ الأنظمة الرياضية في معظم الهيئات تعطي صوتًا واحدًا بالوزن والقيمة نفسهما لجميع الأعضاء، ومن هنا بدأ صراع القوى الكبرى لاحتواء أكبر عدد من الأصوات التي يمكن احتواؤها بطرق مختلفة عبر خطط استراتيجية طويلة المدى، تشتمل على مذكرات تفاهم واتفاقيات، تتمحور حول الدعم المادي واللوجستي الذي يقدمه الكبار لاحتواء الصغار، فتضيع البوصلة مع ضياع "أمانة الصوت".

تغريدة tweet:
"الشيء بالشيء يذكر"، تنتظرنا في كرة القدم السعودية انتخابات مقبلة، ليس بالضرورة أن تفرز لنا الأفضل لأسباب كثيرة ضمنها موضوع المقال المتعلِّق بوزن الصوت وأمانته، وسيبقى السؤال حول الجمعية العمومية، وعدد أعضائها، ووزن الصوت لكل عضو محل نقاش طويل لن ينتهي، فمن وجهة نظري الخاصة، يُفترض أن يكون لصوت النادي الممتاز خمسة أضعاف صوت أندية الدرجة الأولى والثانية، وعدد من أندية الثالثة، ويقيني أن الحل سيتمخض عن ورشة عمل، تجمع الخبراء المحليين والدوليين للخروج بتصوُّر لجمعية عمومية عادلة، تمارس دورها باقتدار، ونضمن أن مخرجاتها ستحقق المصلحة العامة، بإذن الله، وعلى منصات الانتخابات نلتقي.