|


طلال الحمود
آسيا في جيبي
2019-04-07
انتهت بالأمس أعمال الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وأعاد أبناء القارة الصفراء ترتيب أوراقهم، وسط غياب تام لكرة القدم السعودية، التي فشل مرشحها لعضوية مجلس “فيفا” في مزاحمة سبعة مرشحين للفوز بخمسة مقاعد، تاركاً للفلبين والهند التقدم إلى الواجهة لأسباب لا تختلف عن سابقاتها في الأعوام الأخيرة.
ولا يلام المرشح خالد الثبيتي المرشح لعضوية مجلس “فيفا” حتى لو فشل في الوصول إلى مكان الاجتماع، لأن الاتحاد السعودي بلغ في عام 2009 مرحلة توجيه خطاباته واحتجاجاته إلى السيدة “شيدا” موظفة المواصلات والضيافة في الاتحاد الآسيوي ظناً أنها المسؤولة عن لجنة المسابقات!.. ولا يبدو أن الحال تغيرت إلى الأفضل بعد مرور عشر سنوات، لأن الاتحاد السعودي ما زال يعاني ترهلاً قاده إلى عزلة حقيقية عن محيطه تزداد يوماً بعد يوم.
برهنت نتائج وقرارات الجمعية العمومية الأخيرة في كوالالمبور أن الاتحاد السعودي يعاني أزمة قيادات وكفاءات، بعدما ذهبت مقاعد اللجان إلى دول الهند والسند، وسط انشغال الوفد السعودي باختيار المرشح “الخدوم” والتصويت له في انتظار أن ينفع الله به الكرة الآسيوية وأن يكفي المنتخبات والأندية السعودية شره!.. وتتجلى الأزمة الحقيقية في التفكير الدائم بالهروب عن الواجهة بحجة دعم مرشح توافقي والاستفادة من التحالف معه، أو بداعي البحث عن مرشح قوي يخدم مصالح الاتحاد السعودي ويحميه من تجاوزات اللجان الآسيوية!.
وحتى انتهاء الجمعية العمومية لم يعلن الاتحاد السعودي ممثليه في هذا المحفل الآسيوي، ولا من يتولى مهمة الحديث مع ممثلي الدول الآسيوية وشرح الموقف السعودي من مضايقات وتجاوزات اللجان التي تكيل بمكيالين في غرب آسيا، خدمة لمصلحة إيران وعبث قطر، علماً أن آخر من طلب الكلمة وصعد للحديث على منصة الجمعية العمومية كان طيب الذكر صالح بن ناصر عام 2009!.
الأدهى والأمر أن البعض يرى في المحصلة نصراً للاتحاد السعودي، لاعتبار أنه حقق أهدافه من خلال عقد تحالفات قوية، والحقيقة أن المعاناة ستستمر وستتضح بشكل أكبر خلال الأشهر المقبلة، خاصة أن النتائج تكشف نجاحاً لتكتلات أقوى من رئيس الاتحاد الآسيوي بنفسه.
الانتخابات الآسيوية ليست فرصة للتنزه والمجاملات، ما يستدعي تشكيل غرفة عمل في المستقبل تتصدى لهذه المهمة، من خلال الاستعانة بالكفاءات والتخطيط لتفعيل العلاقات مع الاتحادات المحلية في آسيا، لضمان وجود أقوى في المناسبات القارية والعالمية، مع “الحرص” على إبعاد “المكلمنجية” وبائعي الوهم عن هذه الغرفة وشارعها.