|


تركي السهلي
آسيا الحبيبة
2019-04-08
أسدل الأسبوع الفائت الستار على أعمال الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي دونما وجود لسعودي، وهذا أمر ممتاز للغاية، كونه سيسمح لنا بأن نردِّد نغمة الحسرة والفشل لبعض الوقت. مفيدٌ هذا الغياب، وآمل أن يمنحنا البصيرة كي نبدأ الالتفات جيدًا نحو الصورة الكاملة من غير أن تكون هناك مبررات مملِّة، نصنعها في كل مرة. لا أدري لماذا علينا أن نقتنص مقعدًا من جمعية آسيا، ونظن أن ذلك الاقتناص سيجعلنا نبلغ المرحلة الكبرى من التأثير وصناعة القرار.
آسيا الحبيبة تؤثر فيها الشركات لا الأشخاص.. مخطئ مَن يخطو خلف الفاتنة الصفراء طمعًا في موعد قصير. غريبٌ ذلك الاعتقاد الذي يرى أن شركة اتصالات صينية عملاقة، رعت مباراة واحدة بستة ملايين يورو، ستغيب عن النفوذ لمجرد أن مقعدًا آسيويًّا، بات في يد ممثل بلد آسيوي فقير.. ساذجٌ ذلك الذي يرى أن سلمان آل خليفة، سيمنح لقب القارة إلى مملكة البحرين.. خافتٌ ذلك الصوت الذي ينادي بما لا يصل إلى مسامع المال والأعمال. العتب في وقتنا الراهن ليس على فلان، ولا على الاتحاد السعودي لكرة القدم، بل إن اللوم كل اللوم يقع على شركاتنا الكبرى المتوجهة نحو الإهمال الآسيوي لا إلى الاهتمام به. الوضع الراهن في يد شركات تجيد عملية غزو الأسواق، وبناء الشراكات مع الاتحادات القارية لا في يد رجل يجيد صف الكلام، ولبس الهندام الجيد، والإلمام الأدنى بمفاهيم الإدارة الحديثة. العالم يتغيَّر، ونحن نعيد ذات النغمة في كل انتخابات آسيوية. كبرى الشركات اليابانية والكورية والصينية، ترعى مسابقات الاتحاد الآسيوي، ونحن نبحث عن رجل طويل القامة عريض المنكبين فصيح اللسان...! عندما يغيب النور لا فائدة من العين المتسعة.
الاقتصاد الصيني ابتلع أوروبا، ويواجه اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، والهند تصعد بسرعة الصوت، ومؤشرات إندونيسيا والفلبين وسنغافورة آخذة في الارتفاع، وشركات تلك الدول تتغلغل في الاتحاد الآسيوي، ونحن نهدف فقط إلى أن يصبح لنا رجل يجلس على كرسي في العاصمة الماليزية كوالالمبور. نحن دولة عملاقة، وكنا وما زلنا ممرًّا لطريق الحرير الصيني، وتوابل الهند وبخورها العتيق، ونمتلك رؤية تتمدَّد كل يوم، ولدينا شركاتٌ، واحدةٌ منها فقط سُجِّلت كأعلى شركة ربحية في العالم، ثم نسمح بأن يدفع الفرد السعودي من أجل مشاهدة مباراة لفريقه في بطولة الأندية الأبطال عبر التلفاز المليئة شاشته بإعلانات تجارية آسيوية. ما أجمل أن نتحرك باتجاه الهدف لا بعيدًا عنه.. صوب آسيا الحبيبة.