|


د. حافظ المدلج
أسباب الانهيار
2019-04-13
"إذا عُلم السبب بطُل العجب"، مثل عربي حكيم يشخص الكثير من المشاكل ويضعنا على خط الحلول الناجعة لها ويجنبنا مغبة تكرارها، وقديماً قيل "السؤال مفتاح المعرفة"، ومن خلال طرح الأسئلة الصحيحة نصل إلى الإجابات التي توضح لنا أسباب المشكلة أولاً ثم تفتح طريق معرفة الحلول، فحين يحدث الانهيار في أي صورة نبدأ بالسؤال عن "أسباب الانهيار".
على مستوى الأندية رأينا انهيار مانشستر يونايتد وريال مدريد والهلال والاتحاد بدرجات مختلفة باختلاف الأسباب، فاليونايتد كان يعيش حالة استقرار تزيد على ربع قرن مع السير أليكس فيرجسون، وكان رحيله سبب الانهيار لأن النادي لم يكن مستعداً بالخطة البديلة التي تسمى "Plan B" فتخبط بين مويس وفان خال ومورينهو وسولشاير بانتظار المنقذ، والريال كانت تركيبة النجاح فيه مرتكزة على رونالدو وزيدان ورحلا معاً فحدث الانهيار وعاد زيدان لكنه لم يجد بديلاً لرونالدو، أما الهلال فبدأ بتركيبة سحرية كانت قادرة على الفوز بجميع البطولات مع الرئيس سامي والمدرب خيسوس والنجوم القادرين على الفوز بالدوري البرتغالي "كما قيل"، رحل سامي ثم خيسوس مع إصابة عموري والفرج وعطيف ونواف فحدث الانهيار، ويبقى الاتحاد أصعب الألغاز التي عجزت أن أفهم معها "أسباب الانهيار".
في الحالات السابقة حدث الانهيار وتمّ طرح السؤال عن أسبابه ووجد بعضهم الإجابة لكن الحل تأخر إما بسبب عدم وجوده أو بسبب التردد في اتخاذ القرار أو بسبب العناد والمكابرة، وهناك أمثلة أخرى في الأندية والمؤسسات الرياضية وغيرها يمكن أن ينطبق عليها سيناريو الانهيار الذي يمكن تصحيحه بسرعة إذا تمّ التعرف والتعامل بسرعة مع "أسباب الانهيار".

تغريدة tweet:
انهار تمثيلنا الخارجي بالاتحاد الآسيوي مرتين، الأولى من حيث قوة التأثير بعد وفاة المغفور له بإذن الله "عبدالله الدبل"، وكان سبب الانهيار عدم الاستعداد لذلك اليوم بتوفير الصف الثاني القادر على ملء الفراغ وقت حدوثه لأي سبب كان، والانهيار الثاني حدث بالغياب الكامل للتمثيل السعودي في اللجنة التنفيذية للمرة الأولى منذ عقود من الزمان، وكان السبب غياب البناء وعدم الاستقرار، حيث كان كل اتحاد كرة قدم سعودي يأتي للسلطة ينسف ما بناه الاتحاد الذي قبله، ويعيّن كوادره الخاصة التي تبدأ من جديد في عالم الخبرة والعلاقات، وعلى منصات التصحيح نلتقي.