|


أحمد الحامد⁩
جورج وسوف
2019-04-13
الباحث في سيرة الفنان الكبير جورج وسوف يكتشف أن عملية الحصول على المعلومات تشبه حالة جورج وسوف في عالم الأغنية، فجورج عاش حياة مليئة بالنجاحات والتوقفات والتعب الذي سببته حالته الصحية بسبب أسلوب حياته الذي اختاره لنفسه.
الطفل الصغير الذي حقق الشهرة المبكرة كان يمتلك صوتاً ساحراً، مزيجاً من العذوبة والشجن والقوة فأصبح منذ صغره ملاذاً لكل طالبي الطرب في المطاعم والفنادق في لبنان وسوريا منذ منتصف السبعينيات، صبياً صغيراً تصدر من حنجرته تغاريد عجيبة لأغنيات الفنانين الكبار ولكن على طريقته لا على طريقة الفنانين الذي قدموا تلك الأغاني، وهذا هو الفرق بين من يغني أغنية لفنان آخر كمقلد وبين من يأخذها ليطير معها كيفما أراد، وهذه هي صفات الفنان لا صفات المؤدي المقلد.
كل شيء كان جاهزاً، شاب صغير وسيم بصوت خرافي.. فهل من صائغ لهذه القطعة ناصعة الذهب؟
تصدى لهذه المهمة وبكل شغف كل من جورج يزبك ونور الملاح اللذين عرفا أن الأمر مسألة وقت فقط حتى تهب نسمة فنية جديدة فأمرها نور.. روحي يا نسمة كلمات ميشيل جحا ومن ألحانه وأضاف تأكيداً بحلف القمر يا قمر من لحنه وكلمات شفيق المغربي، وهذا ما فعله أيضاً جورج يزبك عندما فرض حقيقةً أن الهوى سلطان من كلمات بديع يزبك، لكن الجمهور كان على مفاجأة أكبر، حيث تم ضم أغنية الحبايب من كلمات وألحان زهير عيساوي وقولي لا تخبيش كلمات وألحان زهير عيساوي، كل هذه الأعمال الكبيرة القدر كانت في ألبوم واحد لم يتكرر منذ 35 عاماً لا في حجم وقوة نجاحه ولا في سرعة تقديمه لصوت جورج وسوف للعالم العربي، كان ذلك الألبوم الغنائي لجورج تذكرة مفتوحة يسافر بها أينما أراد، أضاف خلال مشواره مجموعة من الأغاني الناجحة، لكن جورج فنياً كان من السهل جداً أن يقدم أعمالاً ناجحة أكثر مما قدمه، نجاحاته في بداياته هي الأكثر تأثيراً، الألبوم الأول لجورج وسوف يشبه ألبوم أصالة نصري الأول الذي ضم أربعة أعمال منها سامحتك ويا صبر يانا مازالت هي الأعمال الأقوى لأصالة رغم مرور قرابة خمسة وعشرين عاماً، بعض النجاحات الأولى تكون سقفاً عالياً لا يستطيع المغني اختراقه ويبقى يسبح أسفله طيلة مشواره، ما نفع جورج أنه ذو شخصية جدلية مثيرة أبقته في الأضواء في كل المواسم، حتى إن لم يقدم أي أعمال في موسم ما.