|


تركي السهلي
النصراوي الأخير
2019-04-15
اشتبهت المسائل على المشجع النصراوي وضاقت به السبل وباتت الحيرة تطوّق عقله. ومكمن حيرة المشجع في أن ناديه يقع هذا الموسم ضمن مشروع دعم الأندية السعودية كافة وتمكينها مادياً وفنياً من قبل هيئة الرياضة، بينما صوت الإدارة النصراوية يرتفع قائلاً بأنها مستقلة ولم تحصل على دعم كما بقية الأندية.
ويروح المشجع النصراوي ويجيء في طريق واحد يذهب به نحو شخصية النصر التاريخية المصدّرة لمنهج المتحدي الوحيد تارة وصورة النادي السعودي المنسجم مع مشروع العطاء العادل تارة أخرى. الأسئلة تقفز في ذهن مشجع النصر ولا أجوبة إلاّ عند نصراوي واحد.. إنه النصراوي الأخير.
يعلم النصراوي الأخير علم اليقين أن المشروع المذهل الذي تبنّته هيئة الرياضة حوّل كل الأندية السعودية إلى ألوان زاهية وقدّم نماذج ممتازة في كل ما يحيط بملاعب كرة القدم ومنافسات دوري مثيرة، وبات من لم يستطع في الماضي على مقدرة هذا الموسم وتمكّنت هيئة الرياضة من إيصال الرسالة للجميع. ويرى النصراوي الأخير أن ناديه استفاد من قرار الثمانية اللاعبين الأجانب وهو قرار غيّر من شكل فريقه كثيراً، وهو قرار لم يأت بناءً على ضغط من إدارته مثلاً كما أن المال تدفق بسخاء من الهيئة العامة للرياضة، ما جعل إدارة النادي تعمل براحة تامة في التفاهم مع وكالات اللاعبين في أوروبا وغيرها، وأن المال كان العنصر الحاسم في ملف الاستقطاب لا مقدرة التفاوض. يفهم النصراوي الأخير جيداً أن الشركة الراعية أتت للشراكة مع النادي ورعايته للعلاقة الوثيقة والمتنامية بين دولتين وشعبين، وأن إدارته لم تكن تحلم بالعقد لولا تلك العلاقة، وأن الممثل النصراوي ظهر في الصورة الأخيرة فقط. أمام كل هذا أظهرت الإدارة النصراوية لجماهيرها أنها من نفذ كل تلك الأعمال وأنها صاحبة الفضل على النادي وجماهيره، وأخذت المشجع إلى أنها تملك كل المفاتيح لأبواب الحاضر والمستقبل، وأن مشروعها الخاص لم يبدأ بعد. والحقيقة أن هذا المنهج المُتّبع من إدارة نادي النصر لا يُعطي الحقيقة للجماهير وهي تعلم علم اليقين أن هيئة الرياضة لو توقفت عن المشروع لما بقي أحد منها يعمل في النادي ساعة واحدة. على إدارة النصر أن تعود عن تصدير نفسها للجماهير وللمتابع الرياضي بأنها أقوى من المشروع الحكومي، وأنها المستقلة الوحيدة وأن ذراعها هو من مكّنها وأنها أتت للنصر بذكائها ومالها. عليها أن تعلم أن الثوب الجميل لابد أن يكون على المقاس.