|


هيا الغامدي
«يوفنتوس» ليس «مدريد»
2019-04-18
يقول أليجري "من الأفضل أن تمتلك أكبر عدد من الخيارات الممكنة، فمثل هذه المباريات تحسم من خلال التفاصيل والخيارات المتوفرة على مقاعد البدلاء"! بعد هذه الجملة أتساءل هل خلت حلول أليجري من بدائل إدراكية أخرى؟! وهل رونالدو الذي يعادل راتبه مع اليوفي مجموع رواتب لاعبين أياكس غير مقنع لأليجري؟!
واحدة من أهم وأقوى مسببات تعاقد السيدة العجوز مع الدون كانت الرغبة بتحقيق لقب الكأس ذات الأذنين الذي طال غيابه عنها 23 عامًا، من يعرف إمكانات رونالدو ويدرك تاريخه ويقدر اسمه وحجمه وتأثيره بها، يعلم تمامًا بأنه سيدها بلا منازع ويدرك حجم الاختلافات الفنية والذهنية والنفسية بينه وبين أليجري، فالأبطال لغته وثقافته ولعبته المفضلة أوروبيًّا مع المان يونايتد بطولة ومدريد أربع، ثلاث منها مع زيدان، هي وجبته المفضلة كرويًّا وميدانه الذي يراهن عليه ويقاتل يصول ويجول ويصنع المعجزات، وهو من تربع على عرشها هدافًا لسنوات طويلة غرامه الوحيد وعشقه الأبدي!
مع أليجري تحول حلم الدون لكابوس مرعب مخيف، بعد أن تعطلت لغة الكلام بينهما، اليد الواحدة لا تصفق! الفراغ العاطفي الذهني والفني بين أليجري والدون أكبر من أي رقعة يمكن إصلاحها هو ثقافة ولغة وفهم وتعامل وإدراك لا ترقى لها إمكانات أليجري، ربما غاب عن رونالدو أن الساحة الحالية ليست مدريد!
ليس انتقاصًا من اليوفي وإنجازاته وبطولاته الأوروبية، ولكنه ليس مدريد التاريخ القوة والتأثير والسيطرة والهيمنة الأوروبية بطولات وأرقام وأهداف، الخسارة من أياكس قتلت أحلامه وأزهقت روح التحدي بأعماقه، فوز أياكس صدمة كارثة مصيبة بل أم المصائب وفاجعة لا يضاهيها شيئًا "كسرت قلبه" وبعض الكسور لا تجبر زجاجية شفافة، والآن بعد ضياع الحلم الأوروبي ماذا تبقى لرونالدو من أحلام مع السيدة العجوز غير السيطرة المحلية والتأثير بالداخل كباريس مع الدوري الفرنسي!؟ وهل يستحق البقاء مع فريق لا يوجد به ما يشجع لموسم آخر؟!
أجزم بأن خيارات الدون معلقة بحبه الأول "مدريد"، فمثله لا يليق به إلا ميدان "يعين ويعاون" ولا أكثر ولا أهم من مدريد ساحة القتال الوحيدة التي صال بها وجال وثار وتحدى الصعاب مع قائمة جنود مجندين لخدمته ورأس "صلعاء" مملوءة ذكاء وحنكة وخبث كروي وكيمياء إيجابية بينهما تطوع الصعاب وتروضها، بين زيدان وأليجري فوارق بالشخصية وقوة التحمل وقسوة القلب وجبروت المشاعر الفارق بينهما كيمياء تجتمع وتتفاعل تتراص وتصنع المعجزات.