|


بدر السعيد
واجهتنا يا «عرب»
2019-04-21
في مساء الخميس الماضي كان الوطن العربي الكبير على موعد مع عرس رياضي كبير ومهم في شكله ومضمونه.. كانت دار الزين هي القاعة التي احتضنت الحفل.
وكانت الأنظار قد ابتهجت بختام البطولة العربية للأندية في شكلها الجديد كليًّا.. حدث هذا الأمر في الوقت الذي اعتقد فيه أفضل المتفائلين أن بطولات الأندية العربية قد توقفت عند مستوى الاجتهاد غير النمطي الذي صاحب مسيرتها التي توقفت مرارًا.. وبين توقف وعودة كانت الانسحابات والاعتراضات والأحداث السلبية تحيط بها في بعض مراحلها حتى باتت سمة ارتبطت بهذه البطولة..!!
وعلى الرغم من فرحتنا بعودة هذه البطولة بهذا الشكل الجمالي البديع والمستوى الفني المتصاعد، إلا أن ذلك كله لن يلغي ما مرت به هذه النسخة من سلبيات وأخطاء شوهت كمال الصورة الجمالية التي تستدعي التوقف عندها ومعالجتها، لنرتقي بكرتنا العربية إلى الأفضل ابتداءً من النسخة القادمة.
أولى تلك المشكلات تمثلت في غياب الجدولة المنطقية للمباريات في الأدوار المتقدمة، وهو الأمر الذي أفقدها عنصر المتابعة من جهة وأفقد المنافسة عنصر المساواة من جهة أخرى.. ولنا فيما حصل بين طرفي النهائي خير دليل، فبينما كان النجم الساحلي قد أنهى الدور نصف النهائي قبل أكثر من أسبوعين عن المباراة النهائية، فقد كان منافسه الهلال قد أنهى الدور ذاته قبل ثلاثة أيام راحة فقط. وفي اعتقادي أن استضافة نسختها القادمة بشكل مجمع أثناء الصيف سيكون حلاً منطقيًّا، بل وسيعطي أكثر من قيمة مضافة للبلد المضيف، وسيرفع من مبدأ التجمع العربي كهدف استراتيجي جدير بالاهتمام.. ولنا في استضافة مصر لنسخة صيف 2018 خير مثال.
وتمثل الخطأ الآخر في نوعية الحكام المكلفين بإدارة الأدوار الإقصائية المتقدمة، التي ظهرت بشكل متواضع مقارنة بحجم وطبيعة المنافسة.. وكم كنا نأمل النفس بأن نشاهد حكام "النخبة" في العالم لإدارة منافساتها، وحين أقول "النخبة" فأنا أقصد "النخبة" وليس أي أشقر أوروبي..!!
أيها الكرام.. حين نطالب بالأفضل فلأننا نستحق الأفضل.. وحين نتطلع إلى الأفضل فلأننا نؤمن بإمكانات اتحادنا العربي الموقر، الذي يمر بمرحلة ذهبية من عمره وهو يحظى بوجود مزيج من الشغوفين الجدد والخبراء المخضرمين على رأسهم المستشار تركي آل الشيخ ومعاونوه، أمثال الديناميكي رجاء الله السلمي والخبير طلال آل الشيخ وبقية الزملاء العرب الأكفاء.. الرياضة باتت واجهة وهذه واجهتنا يا عرب.. وكلنا عشم بأنكم قادرون.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..