صوّر الإنسان أن سمك القرش مفترس وعدو للبشر، كل ذلك من أجل أن يصنع عدواً يؤلف حوله القصص والأفلام المربحة، استمر في صناعة الكذب نحو القرش حتى استطاع أن يزرع هذه الفكرة في العقل البشري.
العام 2016 سجل مئة هجوم من القرش نحو الإنسان، مات أربعة من بني الإنسان، لكن سجلات العام 2018 تشير إلى موت عشرات الملايين من سمك القرش على يد البشر، كما أن العلماء يقولون إن القرش لا يرى الإنسان كوجبة للأكل! القرش غير محظوظ إذن، مظلوم إعلامياً وتم تشويه سمعته وفبركة الأفانوس فلام ضده، ورغم وجود نحو510 أنواع من القرش إلا أن هذا الظلم شملهم كلهم، حيث أبقى السمعة السيئة وأخفى العديد من المعلومات التي قد تمسح الصبغة الشرسة والفتاكة عنه.
ولأنني نصير المظلومين في الأرض والماء، قررت الدفاع عن القرش من خلال عرض بعض المعلومات عنه عسى أن أرقق قلوبكم وأغير بعض ما قيل ظلماً وبهتاناً عنه، هل تعلمون أن القرش سمك رشيق وسجل قرش الماكو نحو70 كيلو مترا في الساعة! أما قرش جرين لاند فهو يعيش على عمق 2600 متر تحت سطح الماء، حيث الظلام الدامس الذي يسبب له العمى، ويصل عمره إلى 200 عام وسرعته كيلو متر في الساعة، ويستخدم حاسة الشم فقط، أما قرش الأباليت فيصل طوله إلى 60 سم وهو قرش برمائي، أصغر القروش حجماً هو الفانوس القزم وطوله نحو 20 سم، هذه بعض المعلومات وأرجو ألا تشكرني القروش على هذه المعلومات، لأن هذا واجبي تجاهها.
صدقوني أعزائي القراء ولا تصدقوا الماكينة الإعلامية وما تحيكه ضد مئات الأنواع من القروش اللطيفة، الأسماء المفترسة ليست القروش بل أسماك أخرى مثل البيرانا التي تفتك بكل شيء أمامها دون تمييز أو رحمة، أين الإعلام عنها؟ أين الإعلام عن قنديل البحر الأشد سماً من الثعابين؟ لماذا لم يذكر ذلك بينما الضوء مسلط على القرش وحده؟ إنها صناعة الوحش حتى يتم الاستفادة من استمرار تصوير الأفلام وكتابة القصص وقبض الأموال من المشاهدين، أقول هذا وأصدقكم القول إنني لست على استعداد للسباحة في أي شاطئ يوجد فيه قرش واحد، حتى لو كان الفانوس القزم، لقد زرع في عقلي أن القرش سمكة مفترسة وقضي الأمر.