|


د. حافظ المدلج
عذر البليد
2019-04-26
في أيام الامتحانات تذكرت مثل: “عذر البليد مسح السبورة” كناية عن الطالب الهارب من أسئلة الأستاذ بداية الدرس بمسح السبورة ببطء شديد، وإن سأله الأستاذ مستقبلاً تعذر بانشغاله بمسح السبورة، والعبرة أن الطالب الكسول سيتعلق بشماعة تسمى عرفاً “عذر البليد”.
في عالم كرة القدم حين يخفق الفريق تختلف ردّة الفعل بين من يتحمل المسؤولية كاملة فيظهر المدرب ويقول إنه أخطأ في التشكيل أو القراءة وإن الخصم تفوّق عليه بجدارة واستحقاق، أو يلقي باللائمة على نجوم الفريق الذين لم يلتزموا بالخطة ولم يبذلوا الجهد على أرض الملعب، أو يتحمل الرئيس مسؤولية الإخفاق بعدم توفير متطلبات النجاح دون اللجوء إلى “عذر البليد”.
“أخطاء التحكيم” أشهر “شماعة” يعلق عليها الكثيرون إخفاقهم وتفوق غيرهم، وإن كان “VAR” قد قلل أخطاء الحكم وخلق العدالة، إلا أن بعضهم لا يزال مصراً أن خسارته لم تكن بسبب عشرات الفرص الضائعة بل بسبب خطأ تحكيمي واحد لأنها ثقافة “عذر البليد”.
“الإرهاق” عذر آخر يظهر نهاية الموسم، وكأن منظومة الفريق “الإدارة والمدرب والنجوم” قاموا بعملهم لكنهم لم يحتملوا إرهاق الروزنامة، وللعلم يلعب ليفربول وتوتنهام أمس واليوم مباراتين مهمتين في الدوري ثم يلعبان منتصف الأسبوع ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال ليعودا إلى معترك الدوري نهاية الأسبوع بمباريات مهمة دون أن نسمع من أحد “عذر البليد”.
“المؤامرة” اتهام خطير لم أسمعه خارج الوطن العربي يجمع تحت مظلته التحكيم والإرهاق وقرارات اللجان وغيرها، وفي ذلك طعن صريح في ذمم المسؤولين وكأنهم متهمون بتعمد عرقلة فريق وتمكين آخر دون ذكر مبررات منطقية لذلك غير أنها أخطر أنواع “عذر البليد”.

تغريدة tweet:
في لقاء تلفزيوني أجريته مع المغفور له بإذن الله الأمير “محمد العبدالله الفيصل” قال إنه لم يتهم التحكيم أبداً لأنه لو فعل لكان الشماعة السهلة التي يعلق عليها أعضاء الفريق إخفاقهم، وتلك الحكمة تغيب عن كثير من رؤساء الأندية وإعلامهم وجماهيرهم لأن “عذر البليد” سيجعل النجم “البليد” لا يبذل الجهد المضاعف في الأمتار الأخيرة لأنه يملك عذر “الإرهاق” وإن لم يكتف بذلك العذر فإن أول خطأ تحكيمي يكفي لرفع الراية البيضاء والاستسلام للهزيمة والإلقاء باللائمة في نهاية الموسم على المؤامرة التي أطاحت بالفريق، وعلى منصات الوعي نلتقي.