أيام قليلة ويبدأ شهر رمضان الكريم، لهذا الشهر خصوصية مميزة، تشتاق إلية إذا ما ابتعدت عنه عدة أشهر، لكلٍ منا ذكرياته فيه خاصة تلك التي حفرت في ذاكرة الطفولة، من بدايات الصوم وما يرافق تلك البدايات من مواقف تبقى في الذاكرة ولا تمحى، خاصة تلك التي سرقت بها شربة ماء في نهار قائظ، أو تلك التي اكتشفت بها أن أحد إخوتك يشرب الماء سراً.
لا أعلم لماذا عندما كنا نصوم ونحن صغاراً لم نكن ننفعل مثلما أصبحنا ونحن نصوم رمضان كباراً؟ لا أعلم إن كانت هناك أية أسباب علمية طبية في ذلك، أم الإنسان في طفولته أقل حملاً ولا يعبأ للأمور كما يفعل الذين تقدموا في السن الذين سيكتشفون لاحقاً وفي أواخر العمر أن لا شيء كان يستحق كل ذلك العبوس وتلك العصبية.
رمضان في ذاكرتي كان دائماً مرتبطاً بالحارة، أنا من الجيل الذي عاصر أجواء رمضان في الحارة، تلك الأيام التي يكون بها على سفرة طعامك كل ما طبخته الأمهات في بيوت حارتك، من الذين حملوا صحون الأكل مما أعدته والدتي وذهبت أوزعها على بيوت الجيران قبل الإفطار بدقائق. ما أعلمه أن الحالة المادية عند الناس اليوم أصبحت أفضل، البيوت الصغيرة أصبحت كبيرة ومجهزة بكل شيء تقريباً، وهذا أمر جيد لكن ذلك كان على حساب شكل الحارة والفعاليات اليومية التي تقام فيها دون أية إعدادات مسبقة، الحركة في الحارة تصنع نفسها بنفسها من دون تكاليف تذكر، كرة أو أحجار أو قطع خشبية وتدور الحركة، اليوم الكثير من المدن فقدت حاراتها وأصبحت مجرد شوارع فرعية للسيارات.
أعلم أن التقنية سهّلت من أمور حياتنا، لكنها أقعدت أطفالنا في البيوت مع أجهزتهم الإلكترونية، جاء ذلك على حساب لعبهم خارج المنزل بشكل سهل وآمن وبمجرد فتح الباب واللعب عند المنزل مع أبناء الجيران، العالم يتغير، ليس للأفضل دائماً، وحتى الأمور الرائعة التي يصنعها العلم المتقدم لنا تكون على حساب أمور أخرى، الحارة كانت تساهم في صناعة المرح وطرق التواصل الاجتماعي الحقيقية، لست من الذين يرون أن الماضي كان أفضل، اليوم وغداً بإذن الله هو الأفضل، لكن ذلك لا يعني أن في الماضي لم تكن هناك أشياء جميلة ولا تستحق الزوال! كل ما نمارسه اليوم في أجهزتنا الإلكترونية كنا نمارسه في الحارة ولكن بصورة واقعية وليست افتراضية.
لا أعلم لماذا عندما كنا نصوم ونحن صغاراً لم نكن ننفعل مثلما أصبحنا ونحن نصوم رمضان كباراً؟ لا أعلم إن كانت هناك أية أسباب علمية طبية في ذلك، أم الإنسان في طفولته أقل حملاً ولا يعبأ للأمور كما يفعل الذين تقدموا في السن الذين سيكتشفون لاحقاً وفي أواخر العمر أن لا شيء كان يستحق كل ذلك العبوس وتلك العصبية.
رمضان في ذاكرتي كان دائماً مرتبطاً بالحارة، أنا من الجيل الذي عاصر أجواء رمضان في الحارة، تلك الأيام التي يكون بها على سفرة طعامك كل ما طبخته الأمهات في بيوت حارتك، من الذين حملوا صحون الأكل مما أعدته والدتي وذهبت أوزعها على بيوت الجيران قبل الإفطار بدقائق. ما أعلمه أن الحالة المادية عند الناس اليوم أصبحت أفضل، البيوت الصغيرة أصبحت كبيرة ومجهزة بكل شيء تقريباً، وهذا أمر جيد لكن ذلك كان على حساب شكل الحارة والفعاليات اليومية التي تقام فيها دون أية إعدادات مسبقة، الحركة في الحارة تصنع نفسها بنفسها من دون تكاليف تذكر، كرة أو أحجار أو قطع خشبية وتدور الحركة، اليوم الكثير من المدن فقدت حاراتها وأصبحت مجرد شوارع فرعية للسيارات.
أعلم أن التقنية سهّلت من أمور حياتنا، لكنها أقعدت أطفالنا في البيوت مع أجهزتهم الإلكترونية، جاء ذلك على حساب لعبهم خارج المنزل بشكل سهل وآمن وبمجرد فتح الباب واللعب عند المنزل مع أبناء الجيران، العالم يتغير، ليس للأفضل دائماً، وحتى الأمور الرائعة التي يصنعها العلم المتقدم لنا تكون على حساب أمور أخرى، الحارة كانت تساهم في صناعة المرح وطرق التواصل الاجتماعي الحقيقية، لست من الذين يرون أن الماضي كان أفضل، اليوم وغداً بإذن الله هو الأفضل، لكن ذلك لا يعني أن في الماضي لم تكن هناك أشياء جميلة ولا تستحق الزوال! كل ما نمارسه اليوم في أجهزتنا الإلكترونية كنا نمارسه في الحارة ولكن بصورة واقعية وليست افتراضية.