|


سعد المهدي
التعاون عطر القصيم قمره وأنسه
2019-05-05
دخل نادي التعاون التاريخ من أوسع أبوابه بعد حصوله على كأس خادم الحرمين الشريفين، البطولة الأغلى، وسطر اسمه في سجلها الذي لا يحمل سوى سبعة أسماء لأندية حصلت على كأسها خلال أكثر من ستين عامًا على بدئها 1957م.
لا بد من الإشارة إلى أن شعورًا مختلفًا تسلل للأوساط الرياضية، وساد المشهد بعد حصول التعاون على الكأس، غالبه الرضا والفرح، وبعضه الإقرار بأحقيته بما أنجز، ومجمله احترام العمل الذي تم تقديمه خارج وداخل الملعب، وهي حالة قليل وربما لم نكن نلمسها في مرات سابقة مع ناد آخر، وإن كان لها أسبابها حتى لو لم تكن مقنعة، لكنها تحدث ونتعايش معها على كافة المستويات.
التعاون للأندية الطموحة كان فتحًا جديدًا، والتعاون للأندية المتنافسة تاريخيًّا كان حلاً، والتعاون لجماهيره كان تاجًا من الذهب يحمل على الرؤوس، ولروابي القصيم عطرًا، ولسمائها قمرًا، وللياليها أنسًا وعرسًا رقصت له بريدة وعنيزة والرس، وتمايلت له طربًا الصفوف وطابت له النفوس، ولولا كل ذلك من قبل واليوم وغدًا لما كان “مماثله بالقصيم”، فكيف له ألا يتحول فارسًا في معركة إثبات الذات التي أحسن غرسها وتنشئتها، حتى حان له قطافها.
أعتقد أن من حق التعاونيين أن يطيلوا الفرح، وأن يجعلوا من هذا الإنجاز صدرًا يعودون لتوسده كل ما ضاق بهم الأمر أو شدهم إليه الحنين، هذا لا يتعارض مع أن ينظروا للأمام أو ينشدوا المزيد، ففي الواقع أن حجم ما أنجز خلال مرحلة عصر الكرة الأكثر تعقيدًا وصعوبة ليس بالأمر السهل، ولا يجب اعتباره واحدة من مفاجآت الكؤوس، كذلك لا يجب أن يكون حملاً يثقل كاهل التعاونيين في القادم من المشاركات.
هذه البطولة التي دخلت لخزينة “السكري” مخططًا لها “نعم”، وأعد اللازم للمنافسة عليها “نعم”، وفي الخطوه الأخيرة تم العزم على خطفها “نعم”، لكن هل كان يمكن أن يتبخر كل ذلك “نعم”، كل ما تم ذكره صار الآن من الذكريات والتعاون بطل كأس الملك، من هنا يبدأ الفخر الذي يجب ألا ينتهي أبدًا، ومن هذه النقطة تبدأ كتابة تاريخ النادي في مرحلة تأسيس ثانية سيتغير فيها وحولها كل شيء، وليس بالضرورة أن يكون إيجابيًّا.. حين ينفض السامر ستتبدل معها بعض المواقف وسيحتاج التعاون كثيرًا لعشاقه وأهله وناسه فقط.