|


محمد سعود
«العاصوف».. نقطة تحول
2019-05-06
منذ سنوات طويلة وأعمالنا الدرامية السعودية ترتكز على الكوميديا والأعمال المتصلة المنفصلة، ما جعلها تسير في دوامة التكرار والهشاشة الدرامية، وجرها ذلك إلى التفاهة والسماجة، الأمر الذي تسبب في فقدانها لعدد كبير من جمهورها.
وربما النجاح الكبير الذي حققه المسلسل الشهير "طاش" بقيادة النجمين القديرين عبدالله السدحان وناصر القصبي، أغرى غيرهم من المنتجين والممثلين إلى تكرار تجربة "طاش"، لكن ريموت المشاهد توقف عند أعمال كوميدية محددة، ولا تقبل شاشته غيرها.
وتدخل الدراما السعودية الموسم الحالي بأعمال عدة، إلا أن مسلسل "العاصوف" على قناة mbc الذي يتصدى لبطولته ناصر القصبي وأسماء أخرى لها ثقلها في المجال الفني كليلى السلمان وحبيب الحبيب وريم عبدالله وريماس منصور وعبدالعزيز السكيرين، هو العمل الذي يراهن الكثيرون على نجاحه، كونه عملاً تراجيديًّا مكتمل الأركان.
ومسلسل "العاصوف" خطوة جريئة في الدراما السعودية، كونه نقلها من عباءة الكوميديا القصيرة التي لا تزيد مدة الحلقة الواحدة فيها عن 20 دقيقة، ونقطة تحول في الدراما السعودية، ويبقى عملاً ثقيلاً، وسيحتل جزءًا كبيرًا من ذاكرة المشاهد السعودي لسنوات، حتى لو وجدت عليه بعض الملاحظات.
وسيكون "العاصوف" المسلسل الأكثر مشاهدة في الخليج، لأن حلقاته ستعرض حقبة زمنية في حياة السعوديين، والتغير الذي شهدته المملكة قبل عشرات السنين، ولا ننسى أن شخصية القصبي المثيرة للجدل جزء مهم في نسبة المشاهدات للعمل، وهو ما حدث في الجزء الأول من العمل.
ومسلسل "العاصوف" يمتلك مقومات النجاح الدرامي من نجوم وطاقم فني وديكورات وقناة ناقلة وترويج كبير، إلا أن المقومات هذه لا تمنحه العلامة الكاملة في حال ظهر نجومه على الشاشة دون المستوى أو تباعدت مشاهده، وضعف حواره، ولكنه بكل تأكيد سيكون بارزاً.