|


تركي السهلي
مرحلة النصر
2019-05-06
لم يعد أمام النصر من خيار سوى أن يتمسك بكل ما فيه، وفي مكوّناته وقوة ليعبر واحدة من أصعب مراحله ليصنع مرحلته هو.. مرحلة النصر.
قبل أن تنطلق جولة المنعطف الأخطر لنصف فرق الدوري تقريباً حتى أعفى الاتحاد السعودي لكرة القدم رئيس لجنة الحكام خليل جلال دونما سبب وجيه ومقنع للجميع محدثاً نقطة اهتزاز هائلة في كل الأندية الراغبة بالخروج من المنعطف الأخير بمكاسب تجنبها صراع التقدم والهبوط. اتخذ الاتحاد السعودي خطوته تلك دون مراعاة لوضع المنافسة وما يمكن أن يحدثه قرار مثل ذلك القرار الصاعق، فخليل جلال كان يسير على نحو جيد ومستوى الرضا عن التحكيم، كان يشمل الجميع، ولم يكن هناك ما يثير الغضب من لجنة الحكام ولا من الحكام أنفسهم الذين أداروا المباريات. وبالعودة للنصر متصدر الترتيب والفريق الأجدر بالحصول على دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، نظراً لحجم العمل الكبير من إدارته في الفترة الأخيرة وثباتها مع تصاعد كبير في مستوى هدافه الكبير عبد الرزاق حمد الله ونور الدين أمرابط وبقية النجوم، فإن الفريق بات أمام حالة مواجهة جديدة على ما يبدو مع الاتحاد السعودي بعد أن هدأت التجاذبات بينهما لفترة قصيرة، وهي المواجهة التي تجلّت ببيان الاتحاد السعودي لكرة القدم الصادر بناءً على طلب نصراوي منطقي جداً بإبعاد حكام عن مبارياته ومباريات منافسه الهلال. أمام إدارة النصر موقف جديد الآن يتمثل في قول الاتحاد السعودي للرأي العام إنني لا اهتم لهذا الفريق ولا لإدارته، وإنني – أي الاتحاد السعودي – سأعمل بكل وسعي لإثبات ذلك للرأي العام. لم يعد أمام إدارة النصر سوى أن تأخذ عناصرها الفنية وتجهيزاتها الإدارية إلى مدينة الرس في منطقة القصيم وتصدر صوتها الأعلى من هناك، فنقاط مباراة الحزم الثلاث كفيلة بتحويل المعركة المفتعلة من الاتحاد السعودي تجاهها في خانة المعارك الهامشية غير ذات القيمة.
التحرك النصراوي المفترض في ظل هذه الحالة الملتبسة مع الاتحاد السعودي ولجنة الحكام، يجب ألاّ يكون تحركاً متراجعاً، بل عليه أن يجعل من أقدامه تسبق الخطوط بخطوة لكيلا تسمح لأي منافس أو منغّص أن يعرقلها ويحلل مكانها أقدامًا أخرى في السباق الذي أصبح قصيرًا جداً. لقد بات بين النصر وبطولة الدوري وعبور منعطف بالغ التعقيد والخطورة نقاط ثلاث ربما، واتحاد يضع شخصيته في مواجهة شخصية النادي، لذا يجب أن يكون الهدف بدء مرحلة النصر.