|


حسن عبد القادر
ليه يا فهد؟
2019-05-10
في زمن شحت فيه الموهبة وأصبح اللاعب الموهوب عملة نادرة. ولم نعد نشاهد اللاعب الذي يصنع الفارق بمفرده، ويكون "السوبر ستار" الذي يترك غيابه فراغًا وحضوره يملأ الملعب اطمئنانًا وقوة.
في ظل هذا الشح برز من بين ملاعب الناشئين للنادي الكبير الاتحاد نمر جديد كانت بدايته تقول بأنه سيسبق الجميع صغيرًا وسيفترسهم عندما يكبر.
فهد المولد الذي لم تكن بدايته عادية مثل بقية من بدؤوا معه. كونه كان يشارك في جميع درجات المنتخبات السنية وهو في مرحلة الناشئين ويخرج من معسكر ليلتحق بآخر، وينهي بطولة ليلعب الأخرى. وعندما يعود لناديه كان يقوم بنفس الدور يلعب مع فرق الدرجات الثلاث "ناشئين شباب وفريق أول".
هذه الموهبة لم تنتظر كثيرًا حتى تعلن عن نفسها ولم يكن يحتاج للوقت حتى يوثق علاقته بالمدرج الاتحادي الذي لا يقبل بغير المميزين والمقاتلين.
وأصبح وسط زحمة جيل اتحادي كبير أحد أهم صانعي الفرح رغم صغر سنه، بل كان يشارك نور ورفاقه الكبار النجومية في مدرج العميد.
نضج فهد سريعًا وكان يقدم نفسه على أنه المنقذ وصانع الحلول في هجوم الاتحاد، ولم يعد ينافسه أحد في النجومية بين هذا النضوج والنجومية كان للنمر الاتحادي "هنات" كان يمكن تمريرها بذريعة "طيش شباب"، لذلك كان يعود سريعاً للملعب ويصالح جماهيره التي تنسى ما حدث.
بالأمس حدث الخطأ الذي لا يمرر. النمر الاتحادي متهم بعينة إيجابية للمنشطات. من هنا ومن خلال البيان الذي أصدرته إدارة النادي بأنها تلقت ما يفيد بوجود عينة إيجابية لدى اللاعب. يكون فهد المولد قد كتب أول سطر نهايته كلاعب ودخل في المحظور الذي أنهى قبله الكثير من اللاعبين، حتى إن عادوا للملاعب بعد الإيقاف.
أسئلة كثيرة ترددت أمس بعد الإعلان كان أكثرها "ليه يا فهد"، ماذا كان ينقصك لتدخل في سكة التائهين. لماذا اخترت أن تضع لك بصمة سوداء في مسيرتك وأنت كنت قادرًا على أن تصنع صفحة ناصعة البياض. فعلا "ليه يا فهد"، ولماذا وبأي فكر قررت أن تكون مخادعاً، وأن تجعل مستقبلك على كف عفريت من أجل ماذا؟
ليه يا فهد من نصحك بهذا؟ من أوعز لك؟ من خطط لك؟
فهد المولد يكتب نهايته بيده ويشوه مسيرته باختياره. للأسف.