|


تركي السهلي
شخصية النصر
2019-05-13
أمام محبي نادي النصر فرصة عظيمة لتحقيق مكاسب هائلة مع نهاية مسابقة دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، ستنقلهم من مرحلة ضيّقة إلى منطقة أرحب وتؤسس لمنهج نصراوي جديد بعد سنوات طوال من البقاء في جمود الرمزية مع شخصية من يقود النصر.
لقد اصطبغت الشخصية النصراوية بمشاعر عاطفية طاغية تجاه النادي ورئيس النادي بعد رحيل الأمير عبد الرحمن بن سعود – رحمه الله -، وظلّت الجماهير تنظر لناديها كاليتيم الفاقد لرئيسه الأوحد آنذاك ثم البعيد عن بطولة الدوري بعد رحيله لمدة تقترب من 19 عاماً. ولم يتخلص الجمهور النصراوي من حالة طغيان شخصية الرئيس على شخصية النادي حتى مرحلة النصر الحالية مع سعود السويلم، وظلّ على الدوام يجعل من شخصية الرئيس أكبر من شخصية النادي دونما إدراك بأن البقاء للنادي وأن الرحيل من نصيب كل رئيس. ينسى الجمهور النصراوي أن الأمير فيصل بن تركي قاد النصر إلى العودة ووضعه على طريق البطولات، لكن الجماهير صدّرت شخصية الأمير فيصل أكثر من تقديم ناديها ككيان قابل للبقاء والاستمرار، ما جعل الأمير فيصل نفسه يرتبك ويقدم نفسه على أنه هو شخصية النصر أمام طغيان عاطفة الجمهور نحوه، فوقع في الخطأ تلو الخطأ حتى عاد النادي الأصفر للترنح من جديد. والآن مع مرحلة سعود السويلم وتصدّر النصر لفرق الدوري وذهابه في اتجاه الفوز ببطولة الدوري، تعود العاطفة الجماهيرية النصراوية لتصدّر شخصيته من جديد دونما أن تتنبه إلى أن تصدير الفرد على حساب الكيان كان قاصماً لها ولناديها في فترات متفاوتة من تاريخ ما بعد عبد الرحمن بن سعود. والحق أن سعود السويلم نجح في النصف الثاني من فترته الرئاسية في أن يلملم أوراقه ويثبت بإجرائه حركة تعديل إدارية داخلية، استطاع معها أن يحيّد بعض الأسماء وبات هو من يقود المشهد فاعتدل الأداء وتمركز فريق كرة القدم في المقدمة. يستحق كل رجل عمل في نادي النصر الدعم والتأييد والحب والتقدير، لكن على الجمهور أن يعلم جيداً أن الفضل دائماً للنصر، فهو من يقدّم الأشخاص ومن يصنع لهم وهجاً لن يجدوه في حال لم يكونوا فيه، وأن شخصية النادي الواجب إعلاء مرتبتها وتقديمها على أي شخصية كانت. إن عاطفة الجماهير طاغية والوهج العائد على شخص الرئيس مُربك، لذا كان النصر على الدوام بحاجة إلى قائد عظيم يؤسس لمنهج الفصل بين النادي وشخصية
من يقوده.