|


بدر السعيد
وخاب ظني
2019-05-18
قبل عشرة أشهر من الآن كان المشجع الرياضي السعودي البسيط يعيش حالة من الترقب بدافع الشغف لمشاهدة موسم كروي سعودي فائق الجودة.
ولا ألومه في ذلك فقد كان السخاء كبيراً من مقام سيدي محمد بن سلمان وهو يغلق أشد نوافذ الخوف خطورة على أنديتنا، حيث قدم يحفظه الله مبالغ مالية طائلة أغلقت معها جميع المطالبات والديون المتعلقة على الأندية والتي كانت بلا شك ستكبل العمل وتقيد الطموح وتعصف بالأمنيات.. وامتد هذا السخاء التاريخي ليمنح الأندية قدرة مالية سمحت لهم باستقطاب ما لذ وطاب من الأسماء التدريبية واللاعبين في مختلف الأندية.. وبعد كل ذلك الدعم الحكومي أصبحت المؤسسة الكروية الوطنية بلا عذر..
حينها.. ظننت أننا سنصل إلى تلك المكانة الآسيوية التي تتناسب مع قيمتنا وتطلعاتنا.. ولكن خاب ظني بعد أن تجاوزتنا قوائم الاتحاد الآسيوي..
ظننت أن مسيري منتخبنا تعلموا من دروس كأس العالم.. ولكن خاب ظني بعد أن خرجنا من كأس الأمم الآسيوية بذلك الشكل المخيب..
ظننت أننا تجاوزنا مراحل الخطأ والتخبط في قرارات الانضباط والاستئناف.. ولكن خاب ظني بأن تضاعف الهم مع فشل مركز التحكيم الرياضي وعجزه..
ظننت أننا وصلنا إلى حالة من العدل والرضا باستخدام تقنية VAR.. ولكن خاب ظني بعد أن استبعد رئيس اللجنة الأجنبي بناء على رغبة أحد رؤساء الأندية..
ظننت أننا سنحد من حالة التذمر على القرارت التحكيمية باستقطاب حكام النخبة.. ولكن خاب ظني بسكوت اتحاد الكرة عن خطاب من أحد الأندية يحدد فيه أسماء الحكام على طريقة "ما يطلبه المتنافسون"..
ظننت أننا سنستفيد من الدعم الحكومي المالي لإيقاف المطالبات المالية.. ولكن خاب ظني بوجود مستحقات مالية ورواتب شهرية للمحترفين سددت للاعبي هذا النادي ولم تسدد للآخر..
جميع ما سبق من ظنون لم يكن نتيجة حلم وردي عميق.. بل ظنون حسنة بنيتها على اعتقاد بأننا تعلمنا من دروس الماضي القريب البعيد في إدارة شؤون كرة القدم لدينا، والتمكن من التعامل مع تياراتها ومطلباتها ومتطلباتها ممثلة في مختلف المكونات من أندية وجماهير وإعلام.. علاوة على اعتقادي بأننا سنسير كروياً وفق التطور الذي يشهده الوطن في مختلف القطاعات بدعم سخي من قيادة أكرمت شعبها ولا تزال..
ولأنني أحب رياضة وطني فقد كانت تلك ظنوني.. وأجزم أن غيري الكثيرين ظنوا.. ولكن خاب ظنهم وخاب ظني..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..