|


تركي السهلي
لغة السويلم
2019-05-18
فاز النصر بكأس دوري محمد بن سلمان للمحترفين للموسم 2018 – 2019م، واختتم مشواره بأغلى وأكبر بطولة للدوري السعودي منذ أن انطلق. استطاع النصر بإدارته الشابة الحديثة ولاعبيه العِظام أن يظفر بالبطولة الطويلة المثيرة الجميلة. كان النصر في كل تفاصيل الموسم لحنًا جميلًا وقطعًا موسيقية تنطلق في كل مباراة.. كانت خطوات النصر أشبه برقصة حرب وأغنية جماهيرية بالغة الحماس.
حينما وصل المشهد إلى نهايته بدأ رئيس مجلس إدارة النصر سعود السويلم بإطلاق لغته الجديدة في وسطنا الرياضي.. لغة الشباب المتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي وفكاهة الاستراحات وضحكات الصغار في المدارس. اختار سعود السويلم إلى من يتوجّه لهم، فاعتمد كل الكلام الدائر بين الطبقة البعيدة عن النُخب والمقتربة جداً مما يدور في عقل وروح الشباب. يبدو أننا في زمن “الطقطقة” والمزاح المباح بين أطراف التنافس. والواقع أن رئيس مجلس إدارة النصر كانت لديه لغة أقوى من لغة “الطقطقة”، واستطاع الشاب الجديد على نادٍ رياضي أن ينظم مفرداتها في تسيير أمور النادي طوال الموسم. كانت تلك اللغة هي لغة المال والصبر والطرق على حديد العمل كل يوم وكل لحظة من المنافسة الدورية الشرسة، وقدّم لغة الفوز بكل دأب، تاركاً لغة “الشارع” للمرحلة الأخيرة حينما يتوّج بطلاً للدوري القوي. لا أحد يمكنه أن يقول لسعود السويلم قل كذا ولا تقل كذا طالما أنه يتوشح بالذهب ولا أحد يستطيع أن يقول للشاب الذي صمت طويلاً لا تقترب من هذا وابتعد عن ذاك.. هو ينسج لغته بما يراه من خيوط ولا تثريب عليه طالما أنه يعرف إلى من يتحدث ومن أي منطلق ينطلق. ويبدو أن لغة السويلم الجديدة نجحت في الوصول إلى جمهورها، فالناس كانت توّاقة إلى مشروع يبعدها عن كل ضغوط الحياة وأن تتفرج على مسرح مفتوح وهو ما تحقق مع أداء سعود السويلم اللغوي. نجح رئيس مجلس إدارة النصر في تقديم فريق عمله يوم التتويج، وقدّم كل نجومه من اللاعبين خطوات فارقة عن خطوات غيرهم، وأخذ الرئيس ومن معه راية السباق في كل جولة ووصلوا جميعاً إلى خط النهاية فائزين. وفي لحظات الفوز هناك تعبير مختلف ولغة مختلفة وجمهور مختلف أيضاً، وفي كل مشهد يجمع المنتصرين كلهم لا بد من لغة تصدر، وهنا اختار سعود السويلم أن يكون المتكلّم الأخير بلغة تشبه لغة البسطاء.