|


تركي السهلي
الحزم الرياضي
2019-06-02
أغلقت الهيئة العامة للرياضة والشباب موسم دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين 2018ـ2019م بنجاح على صعيد التوفير المالي للأندية السعودية، وتمكينها لجلب ثمانية لاعبين غير سعوديين على مستوى عالٍ، وتوفير دفعات الرواتب ووضع نماذج إدارية سيّرت معظم الأندية دونما مشاكل تذكر.
ونجحت الهيئة العامة للرياضة في رأب كل صدع، فيما يتعلق بالملاعب، ودمجت الجماهير الرجال بالنساء، وفتحت الباب للجميع للاستمتاع بمسابقة جاذبة. وتترقب كل الأطراف الرياضية في الداخل موسماً جديداً مُغايراً على كل المستويات، خصوصاً فيما يتعلّق بالضبط المالي للأندية وإبعاد كل العناصر الإدارية العاملة وسط نظام مالي ضعيف يُتيح للعناصر المنتفعة من التواجد للاستفادة المالية غير المشروعة. ويتطلّع كل من يراقب المسابقة السعودية المقبلة، المنطلقة في أغسطس المقبل، إلى سنّ قوانين، وأنظمة تغلق كل الأبواب المؤدية إلى وجود فساد مالي وإداري في الأندية. وعلى الهيئة العمل مع الاتحاد السعودي لكرة القدم الجديد، وهيئة دوري المحترفين، الانطلاق نحو موسم نظيف بعيد عن الغموض المالي. إن الخوف من وقوع الفساد يكمن في غياب الأنظمة الرقابية الصارمة الواضحة الآخذة بالأندية إلى منطقة الصرف الصحيح، سواء كان ذلك عبر الصفقات الداخلية أوالخارجية التي تبرمها الأندية مع مكاتب الوسطاء هنا وهناك. إن تحرك المؤسسة الرياضية باتجاه إيجاد محاسبة مالية أمر جيد لكنه لا يكفي طالما تفتقر الهيئة العامة للرياضة والشباب لكوادر رقابية قادرة على ملاحقة كل عقد مشبوه وصفقة لا وضوح فيها. صحيح أن النظام المحاسبي الإلكتروني المربوط مع الأندية أمر في غاية الأهمية لكنه سيظل نظام له ما له وعليه وما عليه ويستطيع الفاسد المتمرس التملّص منه وإيجاد منافذ له لتحقيق غايته ومصالحة على حساب المشروع الكامل. إن إطلاق استراتيجية الأندية المرتقبة والتي أعلن عنها الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل مسألة بالغة الأهمية في وقتنا الراهن، وعلى الأمير الشاب أن يتعامل مع الموضوع بشكله الكامل لا شكله المحدود بصيغة مكتوبة، كما أن الرئيس العام للهيئة العامة للرياضة والشباب أمام مسؤولية تاريخية فيما يتعلق بضبط الصرف وتنظيف الأندية من كل عنصر وجد لتلاعباته باباً واسعاً. إن النجاح المنشود لرياضتنا ومسابقاتها القويّة يتطلب بناء جدار عال جداً من اليقظة والمنهج الحازم للتنفيذ والرصد والمحاسبة. لقد نجحنا في تقديم موسم رياضي جميل ووصل تأثيرنا إلى كل من يحيط بنا وأطلقنا لنا هويّة كروية جديدة وأمامنا موسم يجب أن يكون عنوانه: الحزم الرياضي.