|


بدر السعيد
عذرا سكومينا
2019-06-02
أكتب هذه المقالة على بعد دقائق تفصلنا عن نهائي أقوى بطولات الأندية على وجه الأرض.. نهائي الحلم الأوروبي السنوي.. نهائي التشامبيونز العظيم بكل تفاصيله ومراحله.. النهائي الذي وضع فيه الاتحاد الأوروبي ثقته في السلوفيني "دامير سكومينا".. وبالطبع لن أحكم هنا مسبقًا على نجاح السلوفيني قبل صافرة النهاية إلا أني بالطبع أثمن ثقة اتحاد كبير وناجح لذلك الرجل الذي سيقود النهائي.
منذ اللحظة الأولى التي قرأت فيها خبر تعيين "سكومينا" لإدارة النهائي وأنا أسرح بخواطري التي قادتني إلى الضحك على حالنا تارة، والشفقة على مصير الكرة لدينا تارة أخرى.. فالمدعو "سكومينا" كان يومًا ضمن حكام النخبة التي تنعمنا بقيادتهم لمباريات دورينا الذي نحب.. كان "سكومينا" ورفقته أحد المميزين بقيادة الخبير الدولي "مارك كلاتينبيرج".. إلا أن كل ذلك نرويه بصياغة تسبقها مفردة "كان".
أعود إلى الخبر فأردد "عذرًا سكومينا" فهناك من لا يريدك.. ولأني لا أعرفك شخصيًا فإني لم أحزن عليك بمقدار حزني على مرحلة تخلينا فيها عن نخبة كانت بيننا واستبدلناها ببقايا حكام أعادوا الأخطاء والتخبطات إلى نقطة الصفر التي سئمناها وسئمنا تكرار مشاهدتها.
وقبل الاعتذار للسلوفيني يجب أن أقولها وبصوت أعلى "عذرًا كلاتينبيرغ" فهناك من لا يريدك بل ويصرح بأنه خلف إبعادك ويقولها "علنًا" أمام الملأ على الرغم من كونه رئيسًا لأحد الأندية المتنافسة.
عذرًا يا "مارك" وعذرًا يا "سكومينا" فالوضع لدينا لا يتحمل وجودكم بعد أن باتت طلبات اختيار الحكام في دورينا تكتب على طريقة الـ"Menu".. وأعرف بالطبع أنكم لا تعيشون في بيئة تدار بهذه الطريقة لذا فقد غادر "مارك" وتوقف تكليف "سكومينا" عند المزاجية والرغبات.. إلا أن المؤسف أكثر ليس في ابتعاد هذا الثنائي فحسب بل في نوعية البديل.
حالة التحكيم لا تختلف كثيرًا عن باقي صور التخلي عن المتميزين واستبدالهم بالضعفاء "مهنيًا" فقد سبق أن تخلينا عن الهولندي "فان مارفيك" واستبدلناه بـ"باوزا". لأن أصحاب القرار في تلك الحالات هم أنفسهم من سمحوا باستمرار دورينا من دون الدوليين.. وهم أنفسهم من قادوا منتخبنا إلى الخروج الآسيوي.. وهم أنفسهم من وضعوا اللوائح التي شكلت خللًا في مشاركة وتسجيل الهاوي والمحترف.. هم أنفسهم من قادوا كرتنا إلى التراجع في التصنيف الدولي ويتبعها دورينا في التراجع أمام دوريات العالم.. هم أنفسهم.. وأعني بذلك الاتحاد السعودي لكرة القدم الموقر.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.