|




تركي السهلي
دنيا السعادة
2019-06-04
البهجة روح الشعوب والفرح صناعة الناس. الدنيا لها لون وطعم في وجود السعادة، والألوان الزاهية لا تكتمل إلا بالأرواح المستعدة والأفكار المنفتحة.
تبدأ اليوم في عموم مناطق السعودية عشرة مهرجانات للترفيه وسط حالة من اكتمال النفوس، تأخذ القلوب باتجاه النبض الجديد البعيد عن الخوف والوجل ومنع الضحكات الصافية البادية على كل الوجوه. القفز من شدة الفرح يحتاج دائمًا إلى قلب يجيد الطيران وأجنحة من التهيئة المستمرة لإطلاق كل ابتسامات الوجوه.
إن المرحلة الراهنة من بلادنا تظهر للجميع على أنها ذات منهج يُعطي في أساسه بناءً قويًّا لوجود أرضية صلبة يقف عليها الإنسان العادي معتزًا بكل ما حوله وما أوجد من أجله. إن الفعاليات التي تربو على 1200 فعالية ومنشط في مدن السعودية يتطلب لها إنسان مستعد لأن يجري بكل قوته نحو الميادين المفتوحة وأن يُطلق كل ما في داخله من مشاعر للاستمتاع بدنيا السعادة. إن صناعة الترفيه في البلاد تتشكل الآن بوضوح وهي تستهدف بالدرجة الأولى بقاء المواطن في أرضه ووضع أقدامه على المشاركة في قيام الصناعة وازدهارها. لم يكن وجود الترفيه مجرد حالة مرتبطة بالمناسبات بل تجاوز ذلك بكثير وبات الترويح عن الناس ليس مجرد تصدير للصورة الجديدة فقط بل كسر كل ذلك ببناء إنسان جديد لا حرمان له ولا تأطير. يتجاوز مفهوم صناعة الفرح وتقديم كل مقوماته الإطار الضيق القديم ليتسع بطول البلاد وعرضها مكوّنًا طريقًا جديدًا يطرد تلك الأفكار الجامدة والنفس المرتبكة في وجه القادم الجديد. والجميل في كل هذا المناخ أن الرياضة تحضر بقوة في صميم إطلاق منهج الفرح والترفيه عبر الكثير من المناشط المبتكرة الُملبية لكل الأطياف والأعمار ولم تعد الرياضة مرتبطة بمسابقة محددة في زمن محدد بل دخلت في أسلوب الحياة وتحقيق معايير جودتها للإنسان السعودي لتقف مع منشط الترفيه والثقافة والفنون في حالة مزج شديد الإدهاش وبالغ التناغم. يبقى الإنسان في حالة بحث دائمة عن السعادة ولا يمكن ربطها بالجانب المادي فقط بل لا بد للروح أن تبحث عن كل أسبابها وتوفيها له دونما أن يفقد قيمته وهذا ما يتحقق الآن بمزيد من المشروعات التي أعطت الفرد السعودي قدرته على أن يلتقط كل وسائل السعادة بما أمامه من منهج مكتمل.
لم نعد جميعنا في مرحلة تردد من وجود زائر جديد وأصبحنا نستقبل كل مفاهيم الحياة المشتركة بعقل منفتح.