|


أحمد الحامد⁩
من العايدين
2019-06-04
كل عام وأنتم بخير وأعاد الله الأعياد ومملكتنا بألف خير ورخاء وأمن وسلام، قبل أيام كتبت عن ضرورة استغلال أيام العيد للتسامح مع مَن انقطعنا عنهم من أحبتنا وأقاربنا وأصدقائنا بسبب خلافات الحياة، اليوم أذكر مَن قرأ المقال بأن يبادر اليوم بالتسامح ومد حبال الوصل.
قبل قليل أعلن عن رؤية هلال شوال وأن غدًا “اليوم” هو أول أيام عيد الفطر، ولعيد الفطر عند الصائم فرحة كبيرة، لأنه يعود إلى سابق أسلوب حياته في الأكل والشرب، في تحري رؤية الهلال كتب الكثير من الشعراء، وقد تكون أبيات ابن الرومي من أشهر ما كتب في وصف هلال شوال.
ولما انقضى شهر الصيام بفضله
تجلى هلال العيد من جانب الغرب
كحاجب شيخ شابَ من طول عمره
يشير لنا بالرمز للأكل والشرب.
ولابن المعتز أيضًا في هلال الفطر وصف رائع، لا شك بأنه توصل إليه وهو مشتاق لفطوره الصباحي.
أهلاً بفطر قد أضاء هلاله
فالآن فاغدُ على الصحاب وبكر
وانظر إليه كزورق من فضةٍ
قد أثقلته حمولة من عنبر
اليوم وأنا أتحدث مع أحد الأصدقاء، قال لي إنه مشتاق لتناول البيض والطماطم في فطور الصباح، وكرر ذلك لزوجته حتى تعد له طبقه المفضل في صباح العيد. ولجلال الدين الرومي قصيدة بها بيت ذكر به اسم العيد، لكنه لم يكن مشتاقًا لفطور الصباح، بل لمن رؤيته ستجعل من الفطور والغداء والعشاء مناسبات سعيدة وأعياد دائمة طالما أنه يوجد بها:
ما مر ذكرُك إلا وابتسمتُ له
كأنك العيد والباقون أيام
البحتري له روائية شهيرة هنأ خلالها الخليفة العباسي “المتوكل” وهو خارج للصلاة
بالبر صمت وأنت أفضل صائم
وبسنة الله الرضية تفطر
فانعم بعيد الفطر عيدًا إنه
يوم أغر من الزمان مشهر
المتنبي لم يترك العيد يمر دون أن يهنأ أحبته وخصوصًا سيف الدولة في أكثر من قصيدة سواء في عيد الفطر أو عيد الأضحى.
الصوم والفطر والأعياد والعصر
منيرة بك حتى الشمس والقمر
أعزائي أسأل الله أن يعيده عليكم وأنتم في أفضل الأحوال، وحفظ الله المملكة قيادة وشعبًا، وأن يجعل أيامكم جميعها أعيادًا وأفراحًا.