|


تركي السهلي
الصوت المفقود
2019-06-08
قيمة الانتخابات تكمن في وجود الناخبين بكثرة، وفي التعددية، وفي البرامج الواضحة القابلة للتطبيق، وفي المرشحين المستعدين لتنفيذ كل ما يطلبه الصوت الذي أوصلهم وفي وجود مناخ انتخابي عالي التعاطي من أطراف عدة. ولا قيمة لانتخابات المرشح الواحد واللون الواحد والفكر الواحد. وحينما يصبح الأمر كذلك فإن الوضع بأكمله يغدو باهتاً والأمر يكون في حالة صوت مفقود.
اللائحة الأساسية للأندية الرياضية السعودية، وبما حملته من نظام الترشح، والرئاسة، والعضوية في الأندية، التي أقرتها الهيئة العامة للرياضة، أتت بعد ترقب شديد من قبل المهتمين بالأوضاع في الأندية الآملين بأن يصدر ما يمنع قفز رؤساء وعاملين إلى قلب المشهد الرياضي دونما نظام ولائحة معتمدين على علاقات وضبابية أتت بهم إلى سدة رئاسة أندية جماهيرية وذات عمق تاريخي طويل.
إن اللائحة الجديدة ظهرت لتمهّد لنا جيلاً جديداً يرفع شعار العمل المؤسسي والصوت المؤثر وأعضاء الجمعيات العمومية المراقبين للرئيس افتراضاً. لكن ذلك ـ على ما يبدو ـ لن يكون في ظل لائحة عادية جداً لا تعطي عمقاً للتجربة الرياضية السعودية ولا تؤسس لمرحلة جديدة.
إنني أقدّر جداً الجهد المبذول من قبل الهيئة العامة للرياضة وأقف معهم في حماسة شديدة لإقرار قوانين وأنظمة تجعل من واقع أنديتنا الرياضية أكثر قبولاً وتطوراً.
لكنني في الوقت ذاته أعتب على هيئة الرياضة هذا الاستعجال في إخراج لائحة تبدو مرتبكة وقصيرة البناء في بنودها وموادها وحتى وقت تنفيذها.
كم كنت أتمنى أن يتحوّل صيفنا هذا إلى مهرجان انتخابي جميل يكون فيه للصوت قيمة وللجميع الحق في الترشح والانتخاب.
إن المدة المحددة للأندية المشاركة في بطولة آسيا للأندية الأبطال والمقررة بعشرة أيام تنتهي فيها من قبول المرشحين وتقدّم الناخبين من الجمعية العمومية من الأعضاء المسجلين بالفئتين ومن تقديم المرشحين لمنصب الرئيس لهو وقت ضيّق للغاية ولا يسمح لاكتمال صورة الانتخابات في أندية جماهيرية وذات تأثير مجتمعي كبير.
لقد تعاملنا على الدوام مع التجارب الانتخابية في الأندية السعودية بخجل شديد وبخطوات مرتبكة وبرؤية قاصرة وباستعجال شديد وبلملمه الأمور في آخر الوقت.. دائماً نتعذّر بضيق الوقت.
لم يعد أمامنا من خيار الآن، وبات لزاماً علينا أن نجري خلف الهيئة العامة للرياضة والشباب فيما أرادت، وأن نبحث في هذا الوقت القصير عن كل أضلاع العملية الانتخابية، وأن نبحث عن الشعارات لنهتف، وعن تلك الأصوات المفقودة، والعبارات المكتوبة، والشخصيات الرئاسية المفروضة.