|


تركي السهلي
الجماعة الزرقاء
2019-06-10
تشكّلت جماعة الضغط الهلالية بفكر فردي محض قبل نحو 40 عاماً، منتهجة أسلوب التغلغل وزراعة عناصرها وتوزيعها في كل ما يخدم المشروع الأزرق لتحقيق مصالح خاصة لنادي الهلال، وبعيداً عن الاتساق مع أي مشروع رياضي وتأسيس عقيدة عمل لحصول النادي على أي بطولة مطروحة بين الأندية السعودية بأي طريقة كانت.
ظهرت قوة الضغط الزرقاء بعد وصول نادي الهلال إلى مرحلة صعبة للغاية في أزمته الخاصة بسبب افتقاره لمقوّمات النادي المُفرّخ لبطل سعودي ذي إمكانات هائلة، تجعل منه رمزاً لانتصارات البلاد الكروية ومُلهماً للشباب الآخذ في التعلّق بكرة القدم كلعبة شعبية أولى، ولعجز مسيّريه في بدايات ظهوره عن تقديم النادي للجمهور كمشروع رائد، وصاحب شخصيّة مختلفة جاذبة وطاغية التأثير، فكان اللجوء للالتفات على كل شيء وانتهاج طريق مُغاير عن البقيّة يرتكز في أساسه على الاستحواذ والسيطرة والنفوذ، وزرع أداوت تؤمن بالعقيدة الزرقاء في التأثير على الرياضة السعودية، كي تُقنع الجميع بوجود نادٍ كبير وقوي قادر على تقديم نفسه كبطل وذي شعبية بين الناس .
وتمكنت فرق الضغط الهلالية من بسط نفوذها بنعومة وصول شديدة ودونما إدراك من أحد، مستغلّة تنامي الجماهير الزرقاء وحصول المردود المصلحي لكافة المنتمين لها عبر المكاسب الفردية الفورية الخاصة والدعم الإعلامي المنضم للجماعة الزرقاء والمتحوّل لتحريكها لاحقاً وفي بقية المراحل. والحقيقة أن المجموعة الهلالية أضرّت في أحايين كثيرة بكرة القدم السعودية ضرراً شديداً بسبب ضيق أفقها وتعاميها عن المصالح الكبرى ووقوعها الدائم في مخالفات عميقة.
اليوم وبعد أن تغيّرت المعطيات كثيراً وبتنا نمتلك مشروعاً رياضيًّا كبيرًا، نأمل في أن يصل مداه إلى أبعد حد، واتحاد كرة قدم جديد، بات لزاماً على الجميع مواجهة جماعة الضغط الهلالية وإبعادها عن التواجد حتى تستقيم الحركة ويعتدل المسار.
إن الزمن الطويل الذي مرّ علينا بوجود قوة الضغط تلك والأضرار الكبيرة التي لحقت بكرة القدم السعودية من وجودها، يحتّم علينا أن نبادر إلى تفكيكها ومنع عودتها مرة أخرى، وجعلها ضمن الجماعة الكليّة المنسجمة مع المشروعات الوطنية الرياضية الكبرى المُقدّمة للمصلحة العامة، وعلى كل فرد من تلك الجماعة أن يعلم أن الزمن لم يعد ذلك الزمن الذي ترتفع فيه مصلح جزء على كل، وتغيب فيه الأصوات الناطقة بالحق، وأن يبحث كل هلالي عن علاج ناجع لمشكلته الأزليّة، بعيداً عن كرة القدم السعودية، وأن يقتنع أن الضغط أضحى سلاحاً قديماً.