|


محمد الغامدي
لا داعي للقلق يا رئيس النصر
2019-06-12
أكثر المتشائمين من الرياضيين لم يتوقع سيناريو اللحظة الأخيرة في خروج سعود السويلم من الترشح لرئاسة النصر، والتي شكلت صدمة بين الأوساط النصراوية، فالمؤشرات كلها أعطت استمراريته للأعوام الأربعة المقبلة في ظل العمل الكبير الذي قدمه على مختلف الأصعدة فنياً وإدارياً وحالة التفاؤل السائدة للاستعداد للموسم المقبل والعمل المتوقع في إبرام صفقات محلية وتغييرات في بعض اللاعبين الأجانب، لكن مع اقتراب الساعة الأخيرة للمرشحين دب الخوف، وتحول الحلم إلى كابوس، وبقي النصر الوحيد بين الأندية دون مرشح للرئاسة.
المشهد في البيت النصراوي مع ابتعاد رئيسه الشامخ ليس متصدعاً، بل يمكن القول إنه في أوج قوته الإدارية والفنية، فالعمل المؤسسي الذي سار خلال الفترة الماضية، والتنظيمات الادارية داخل أروقة النادي من خلال منظومة العمل والقوة الفنية التي تحققت وظهرت في أوج تألقها إلى جانب القوة المالية في الرعايات، تعطي دلالة أن الرئيس القادم سيبني على ذلك المزيد من النجاحات ولن يحتاج لإعادة بناء كما هي العادة لدى رؤساء الأندية عند استلامهم المهام من إدارة سابقة، فالشواهد تشير لأرضية صلبة بالإمكان السير عليها دون تخوف ولنأخذ بما تم تجهيزه وإعداده للموسم القادم سواء في استمرارية المدرب فيتوريا ومعرفته بكافة الجوانب الفنية للفريق، وتوفير مستلزمات المعسكر الخارجي بكافة تفاصيله من الأسماء المختارة والمباريات المعدة واللاعبين الأجانب الذين بالإمكان اللعب بهم دون تأثير على تركيبة الفريق في ظل سريان عقودهم لموسمين وأكثر إلى جانب عدم وجود لاعب سعودي في النادي شارف عقده الاحترافي على الانتهاء، وكل ذلك يؤكد التجهيزات المعدة مسبقاً بل يمكن الإشارة أن هناك لاعبين وصلت معهم المفاوضات إلى درجة كبيرة من النهاية وهو يظهره العمل الاحترافي في الشقين الإداري والفني الذي سيكون دافعاً للرئيس القادم في قبول المهمة بلا تردد.
نأتي إلى بيت القصيد للرئيس القادم، ورغم ثقتي أن النصر يملك من الأسماء والعقول التي يمكن أن تسير بالنادي إلى القمة كما هو فإن الإجماع الذي حظي به سعود السويلم لم يأت اعتباطاً بقدر ما كان نتيجة عقلية فذة نجحت في إيجاد مواءمة بين الفكر الفني والإداري والظهور الإعلامي المقنن، مما أخرج شخصية بارزة، وهو ما يحتاجه النصر في المرحلة المقبلة ليكمل ما بدأه الشامخ.