|




تركي السهلي
بقاء المشروع
2019-06-15
ترجّل سعود السويلم عن رئاسة مجلس إدارة النصر بعد موسم استثنائي كبير، ظفر فيه ببطولة كأس دوري محمد بن سلمان للمحترفين، ليعطي درساً للجميع مفاده أن الكيانات هي الباقية، وأن الأشخاص مغادرون.
ميزة المشاريع الكبرى أنها غير مرتبطة بأفراد معينة، وأن استمرارها مرتبط على نحو واضح بالنظام وصلابة المُخطط. إن مشروع تطوير مسابقة دوري كرة القدم في السعودية قد بدأ الموسم المنصرم، ولا نيّة على ما يبدو لإيقافه أو تبديله، ومن هنا يصدر الاطمئنان على الأندية كافة في أنها لم تعد مرهونة بأفراد يسيّرونها كيفما شاؤوا. إن النجاح الكبير الذي حققه سعود السويلم في رئاسة ناد كبير بحجم النصر لم يجعله يتمسك بالكرسي ولا بالوهج الطاغي من ورائه، إنما ترك كل شيء ليعلن أمام الجميع أن الفوز قد تحقق لكن السلسلة يجب أن تتواصل بالعمل وبنماذج جديدة. تبقى الكيانات الكبيرة بشكلها دائماً وتستمر في تقديم الفرد تلو الآخر، وإن كانت تبرز على نحو شديد في فترة محددة مع شخص محدد. لقد كان موسم سعود السويلم استثنائيًّا بكل المقاييس، وفيه استطاع مع العاملين معه أن يقدم نموذجاً مكتملاً لكيفية انسجام فرد ما مع أي مشروع واضح المعالم. يُسجّل للسويلم أنه غادر المشهد النصراوي لكنه ترك خلفه فريقًا مميزًا استطاع تكوينه بلاعبين من فئة عالية جداً، وبمنهج مُكتمل لن يجد معه الرئيس الجديد صعوبة في الاندماج والعمل وتحقيق نجاحات أخرى، وهيّأ رئيس النصر المنتهية فترته لكل من يريد أن يعمل مناخاً كاملاً.
لقد ترك سعود السويلم النصر وهو بطل وبأسلوب يمكّن المقبل على كرسي الرئاسة الانطلاق من جديد. إن التماهي الشديد مع مشروع دوري كرة القدم في البلاد وفهم كامل مكوّناته يجعل من طرق الأداء أكثر سلاسة وأكثر قبولاً لتحقيق المنجزات، وعلى الرئيس القادم للنصر أن يضع كل ذلك في الاعتبار وأن يعتمد طريقة الاتكاء على المشروع والذهاب منه إلى الفضاءات الرحبة.
إننا أمام صورة كاملة الآن يستطيع كل مراقب من التقاطها ولم تعد القتامة هي من تغلّفها، وعلى كل متعامل أن يراها بشكلها الكامل حتى يكوّن صورة مكتملة الأبعاد تعينه على الفهم والإدراك والبناء الحقيقي للقرار. علينا أن نأخذ بيد كل رجل ممارس للعمل الإداري في الأندية وأن نضع أمام أعينه المشروع بالكامل، وأن نتساعد معه لتحقيق كل الرؤى المطروحة والآمال المعقودة وألا نبقى حبيسي فكرة جامدة.