|


أحمد الحامد⁩
صناعة الكذب
2019-06-19
بعض الناس يعشقون الضوء، يودون أن يكونوا تحته مهما كلفهم الأمر، في التسعينات استعان بعض الفنانين بإطلاق الشائعات عن أنفسهم كنوع من الترويج لأسمائهم وللبقاء في دائرة الضوء وللظهور في وسائل الإعلام حتى ينفون الإشاعة التي انتشرت عنهم دون علم الجمهور بأن الفنانين هم مطلقو الإشاعة عن أنفسهم!
لا أعلم عن أسباب فعل ذلك، قد أفسره بأنه عدم ثقة بالنفس أو خوف من زوال هذه الشهرة، أحد المغنيين وصل به الخيال بأن أطلق إشاعة عن نفسه بأنه مصاب بمرض خبيث، حتى أنه صور نفسه وهو ممدد على سرير المرض، انتشر الخبر في الصحف والمجلات، ثم تبينت الحقيقة عندما ظهر في الإعلام معتذراً لكل الذين تعاطفوا معه، كان يجب أن يعتذر منهم بسبب سوء حبكته للإشاعة! لكن بعضهم ابتلى فعلاً بالإشاعات أو الأخبار الكاذبة، الفنان محمد عبد الوهاب قيل أنه بخيل، مع مرور الوقت كنت أقرأ أو أشاهد أحد المطربين يحكي عند زيارة لمحمد عبد الوهاب في منزله وكيف أن عبد الوهاب دعاه للغداء عنده، عشرات المطربين والملحنين والممثلين عندما يأتي الحديث عن عبد الوهاب يقولون بأنهم تناولوا غداءهم في بيته، أين البخل إذن؟ قد يصنع بعض حسادك الإشاعات، هذا ما حصل لعباس محمود العقاد الذي ظهرت موهبته في سن مبكرة، أطلق بعض الصحفيين الإشاعات عنه، كتبوا أن أمه من السودان وأطلقوا عليه لقب ابن السودانية، سأله أحد أصدقائه لماذا لا ترد على ما كتب عنك فقال: "إنني لم أكذب أخباراً أكذب من هذه، فما بالي أكذب نسبتي إلى أم سودانية؟ ليس في الأمر ما يوجب البراءة منه، والاهتمام بتكذيبه.. فكم أنجبت السودانيات من رجال يفخرون بالأمهات"، وصلت الأخبار الكاذبة عن العقاد بأن كتبوا أنه مهمل لزوجته ويتركها تتسكع في الطرقات ولم يكن حينها متزوجاً! يحتاج الشخص الذي يملك شيئاً يحسد عليه الكثير إلى من القوة والثقة، خصوصاً في عالم الإنترنت، يقال إن الناس تقرأ الخبر لكنها لا تحرص على قراءة نفي الخبر، أحد الأصدقاء يعمل تاجراً، ويسوق بضاعته عبر الإنترنت، قال أن الإنترنت وسيلة عظيمة لمساعدة التاجر للإعلان عن بضاعته، لكنه في الوقت نفسه وسيلة كارثية إذا ما أراد أحد تشويه سمعة البضاعة أو حتى سمعة التاجر نفسه! تضاعفت وسائل النشر وبقيت الإشاعة الكاذبة، وستبقى دائماً طالما بقي بشر يكذب ولا يرى أن الكذب ليس من شيم الرجال!