|


تركي السهلي
الولاء للمشروع
2019-06-22
لا بد أن يكون الموسم الكروي المقبل مختلفاً عن الموسم المنصرم في حالة التعاطي معه من كل الجوانب، وفي مسألة صناعة حراك جماهيري ورأي عام صاف لا تشوبه شوائب. ومنبع التغيير المطلوب يكمن في خبرة جديدة أضيفت للهيئة العامة للرياضة والشباب ومجلس إدارة جديد يقود الاتحاد السعودي لكرة القدم، وسنة مُنتظرة من كل الأندية برؤسائها وجماهيرها يرغب الجميع فيها أن تكون ذات بداية سليمة تعطي نهاية جميلة ومقبولة من صُنّاع القرار الرياضي، ومن كل منتم.
طوى الجميع الموسم الماضي بكل تفاصيله وتبقّت لنا النقاط التي نريد أن نتجاوزها ولا مجال لعودتها مرة أخرى، متى ما وضعنا كل الأيدي في حال تشابك للوصول لمصير يجمعنا ويقدم لمن يتابع كرة القدم السعودية صورة شديدة البياض. إن بلوغ المتابعة الجماهيرية لمستويات مرتفعة مطلب ملح لا شك، وعلى كل مسؤول السعي إليه دونما إفراط بقيم كرة القدم أو تشويه لوجهها الناصع. ومن أجل ذلك حان الوقت لنقول لكل من يُغلب ولاؤه لناديه أو لأشخاص توقف وتعال لتنضم معنا إلى مشروع جاذبية مسابقة الدوري السعودي لكرة القدم، ودع عنك تلك المحركات العاطفية الضيّقة المُضرّة بكرتنا ومسابقاتنا وتاريخنا الطويل. لقد وضعت كل الأندية الجماهيرية وغيرها مشروعها الخاص أمامها وهذا حق لا ينازعها فيه أحد، شريطة ألا يقف المشروع الخاص لكل ناد أمام المشروع الكُلّي المنطلق من رؤية وطن يتطلع كل شبابه إلى صعود هائل للشخصية السعودية الرياضية في الفضاء الإقليمي والقاري والدولي. إن بقاء أشخاص في سجن الفكرة الواحدة والدافع الواحد والركض الدائم نحو عرقلة المنافس بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة، يؤسس لجمهور مُحتقن ومسابقات هزيلة وصورة مُصدّرة لا تليق بأحد على الإطلاق. على كل مدرك للمنهج السعودي الجديد في الرياضة أن يحمل على عاتقه الدفع بالاستمرارية والنجاح للفكرة الجامعة، وأن يُبقي وجود النادي الواحد والولاء الدائم له، لكن دونما سحق لفكرة وجود منافسة عادلة تشمل الجميع وتعطي الفرص دونما استئثار. لقد عانت الأندية السعودية في معظمها من شخصيات التأثير الزرقاء القابعة في الخفاء على الدوام الدؤوبة في تحوير المسار وصناعة المآزق المبتهجة برائحة الهزيمة غير العادلة للغير، المنتزعة للحق وإعطائه ناديها المُفضّل. نقف اليوم جميعاً لنرفع في وجه تلك الشخصيات لافتة عريضة كتبناها بأيدينا الوطنية المحبة للخير والنجاح والمنافسة النظيفة عنوانها: كفى.
كفى عرقلة لكل مشروع سعودي رياضي كبير من أجل عاطفتكم الزرقاء.