|


بدر السعيد
حين غرّد «أبو خالد»
2019-06-22
في الساعة التاسعة والربع من مساء التاسع عشر من شهر يونيو الجاري، كان موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” على موعد مع التغريدة التي نشرها عضو الشرف الهلالي صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز، عبر حسابه على خلفية فوز الأستاذ فهد بن نافل بفترة رئاسية مدتها أربعة أعوام، لقيادة نادي القرن الآسيوي “الهلال”..
اتجاه التغريدة كان التهنئة، أما محتواها فقط اشتمل على “رقم” ذي دلائل ومعان واسعة ومتعددة، حيث أراد رجل المال والأعمال أن يعبر عن بداية مرحلة الهلال الجديدة باللغة التي يتقنها “أبو خالد” ويفهمها من حوله.. فقد غرد بالمباركة للكيان والرئيس ثم أتبعها بالمباركة لجمهور “الهلال”، وخص بالذكر الثمانية ملايين وستمئة ألف متابع لحساب “الزعيم” في توتير، التي قارنها ذلك “الخبير الاقتصادي” بمجموع ما تملكه باقي الأندية الزميلة ـ على حد تعبيره ـ، فكانت تساوي مجموعها مجتمعة..
لم تكن المعلومة جديدة أو غريبة.. بل لم تكن عسيرة الوصول إليها.. كل ما في الأمر أن “أبو خالد” تعمد الإشارة إلى ذلك الرقم الذي يمثل بلا شك قوة اقتصادية واجتماعية كبيرة، امتاز بها “الهلال” بعد أن صنعتها أجيال القيادة ومنصات الريادة عبر تاريخه، بالرغم من أسبقية بعض الفرق في التأسيس قبل سنوات من تأسيس ذلك الأزرق الكبير..
تغريدة الوليد بن طلال ليست مجردة تهنئة.. وليست مجرد إشارة عابرة للشعبية.. بل أراها أبعد من ذلك إن لم يكن في نية صاحبها، فبحسب فهم سوق العمل الرياضي الذي يهتم كثيراً بالرقم قبل أن يبني فكرته الاستثمارية أو الترويجية..
شخصياً.. لم أكن أميل كثيراً لوجود رجال الأعمال في الأندية خلال تلك الحقبة السابقة التي كان لأعضاء الشرف الكلمة الأولى في تحديد مسارات وقرارات الأندية.. إلا أن الشغف الحالي نحو مرحلة “التخصيص” لا يمكن أن يكتمل دون البدء في تمكين رجال المال والأعمال من خوض تجربة إدارة الأندية بشكل ملموس.. وبالطبع لن تكون تجربة تحاكي واقع الاستثمار الذي يطمح له المستثمرون الحاليون أو المرتقبون لاعتبارات كثيرة قانونية ومالية واجتماعية.. لكنها ستقربهم على الأقل..
وعلى ذكر “التخصيص”.. فإني أعتقد أن الكثير من ملامح المشهد الرياضي الحالي ستتغير إلى الأفضل.. الشخصيات والحقوق والنتائج والاستثمارات والاستقطابات والتجاوزات.. وغيرها.. بشرط أن ننتقل إلى مرحلة التخصيص الفعلية التي تتناسب مع رؤية 2030 بعيداً عن الاجتهادات التي نعيشها حالياً.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..