|


مساعد العبدلي
ما هي معايير الثقة؟
2019-06-23
عندما تتابع هذه الأيام البرامج الحوارية الرياضية ويتطرق ضيوف البرنامج لمجلس اتحاد كرة القدم الجديد، وما هو المنتظر منه، تجد أن "أغلب" الضيوف يرددون أن نجاح الاتحاد يكمن في إعادة الثقة بين الاتحاد وبقية مكونات لعبة كرة القدم "الأندية والإعلام والجماهير".
ـ بل قد يزيد بعض الضيوف على أن "نجاح" لجنتي الانضباط والحكام يعدان من معايير نجاح مجلس اتحاد كرة القدم، وهناك من يضيف لجنة المسابقات كمعيار للنجاح.
ـ أتفق مع كل من "حرص" على حضور الثقة بين مجلس اتحاد الكرة وبقية مكونات كرة القدم، وكذلك أؤيد ضرورة الاهتمام بلجان كالحكام والانضباط والمسابقات، لكنني أؤمن بأن هذه اللجان لا يمكن أن تحقق "الكمال"، إنما عليها أن تجتهد "وفق القانون" بعيداً عن التجاوب لأي ضغوط كانت.
ـ أؤمن بأن المهمة "الأساسية والأولى" لأي مجلس اتحاد كرة قدم في العالم "بما في ذلك FIFA" يتمثل في تطوير كرة القدم، وهو ما يجب أن نطالب مجلس اتحاد كرة القدم الجديد بتحقيقه، و"ألا تقتصر" نظرتنا على مصالح "أندية" ونترك المصلحة "العامة" المتمثلة في تطور كرة القدم السعودية بشكل عام.
ـ نحن "كسعوديين" في حواراتنا الرياضية نتعصب لأنديتنا بشكل مبالغ فيه، ولا يمكن أن نتفق على قرار لأن كل يرى القرار "من منظار مصلحة ناديه فقط" وليس من منظار "صحة القرار من عدمه".
ـ من هذا المنطلق الفكري يبدأ قياسنا على "أداء" مجلس اتحاد الكرة ولجانه دون أن نفكر ونتروى ونقيم هل القرارات اتخذت وفق اللوائح أم لا.
ـ بمعنى أن "النتائج" هي فقط الذي يحدد "رضانا" عن عمل اتحاد الكرة وأقصد هنا نتائج "أنديتنا".. الجماهير التي يحقق فريقها البطولات تكون راضية عن مجلس اتحاد الكرة والعكس صحيح.
ـ إذا حقق الفريق "أ" بطولة أو أكثر فإن اتحاد الكرة ناجح والحكام متميزون والانضباط تطبق اللوائح والمسابقات عملت ما بوسعها لبرمجة الدوري.
ـ بينما ترى الجماهير التي لم يحقق فريقها أي بطولة أن اتحاد الكرة "فاشل" ولجانه ليست عادلة وأنها تحابي نادياً بعينه.. وهو ما يحدث حالياً من خلال مطالبتهم بإعادة الثقة.
ـ أسأل من يطالبون "بإعادة الثقة" بين اتحاد الكرة وبقية مكونات كرة القدم.. هل الثقة تعني أن يحقق "ناديكم" البطولة كي ترضوا أم "فعلاً" تبحثون عن عمل مؤسساتي ينطلق من "اللوائح" ويبحث عن "العدالة والإنصاف"؟