|


فهد الروقي
عالمية العميد
2019-06-25
صدق من أطلق على عرب هذا الزمان "ظاهرة صوتية"، فقد تحوّلت معظم منجزاتنا إلى ألقاب وأسماء لا تختلف عما يطلقها مراهقو مواقع التواصل على أنفسهم، ولكم في الوصف الأغرب والأضحوكة العظمى "العالمي" المثال الواضح.
فالفرق العالمية مثل ريال مدريد وبرشلونة وبايرن والليفر وغيرهم ممن حقق بطولة أندية العالم وتأهل لها من بوابة أعظم بطولة أندية على مستوى العالم، لم يطلق مسيروها ولا إعلامها وجماهيرها على أنديتهم لقب "العالمي"، ليقينهم أن العالمية مرحلة متقدمة من التطور في كافة المجالات وليست محصورة بمشاركة في بطولة أو حتى الوصول لمستوى فني في مرحلة من المراحل، كما يحدث مع بعض الفرق اللاتينية، خصوصًا البرازيلية والأرجنتينية، بل إن الأهلي القاهري شارك في خمس بطولات لأندية العالم ومع ذلك عندما سأل رئيس له سابق هل الأهلي عالمي أجاب بالنفي، وأكد أنهم يحتاجون لعمل متواصل وشاق للوصول إلى مصاف الأندية الكبرى على مستوى العالم ومقارعتها.
في الفترة الماضية اختلف إعلام وجماهير الأصفرين حول ألقاب فريقيهما وبدأت شرارة الخلاف بعد رفض الاتحاديين لقب "العالمي"، وأن فريقهم هو الأحق باللقب لاعتبارين مهمين: الأول رسمية النسخة التي شارك بها باعتبار أن النسخة الأولى كانت "تجريبية" وقد توقفت بعدها البطولة لخمس سنوات، والثاني أنه تأهل من الملعب وليس كحال النصر الذي لم يفز بدوري الأبطال الآسيوي وهي البطولة التي تؤهل بطلها المشاركة،
الرد النصراوي لم يفند المزاعم الاتحادية ويخطئها ليقينهم بضعف موقفهم وموقف فريقهم، فتوجهوا نحو "عمادة" الاتحاد وأنكروا عليهم ذلك ووقفوا بصف بعض الوحداويين الذين يرون بأن الوحدة هو أول فريق أسس في المملكة.
المضحك المبكي في الأمر أن جل من شارك في الخلاف الأصفر لهم أطروحات متناقضة مع طرحه الجديد، فالاتحاديون الذين أنكروا على النصر عالميته كانوا يقرون بها في مرحلة سابقة، والنصراويون الذين أنكروا على الاتحاد عمادته كانوا يقرون بها، وهؤلاء لم ولن يخجلوا من تناقضهم الواضح الفاضح، فجل أطروحاتهم قائمة على عاطفة جياشة تسير حسب الأهواء ومصالحهم الشخصية أو مصلحة فريقهم.

الهاء الرابعة
‏فإنْ تسألني كيف أنتَ؟ فإنني
صبورٌ على ريبِ الزمانِ صعيبُ
حَرِيْصٌ على ألا يُرى بي كآبةٌ
فيشمتَ عادٍ أو يُساءَ حَبيبُ