نعرف الطبيب من تشخيصه وعلاجه، ونعرف المهندس من تصاميمه وبنائه، ونعرف المطرب من صوته وغنائه، ونعرف الكاتب من أسلوبه وكلماته.. وعلى هذا الأساس يفرق الناس بين الغث والسمين.. وبين المبدعين الرائعين وبين جماعات دخلت من أبواب بلا مفاتيح.. لكن الصحفي يبدو خارج هذه الحسبة تماماً.. الصحفي مثل عشيرك الذي لا تعرفه إلا إذا سافرت معه، وذاك الصحفي لا يمكن الحكم عليه سوى بالعمل معه..
تبقى الآراء عن الصحفيين ناقصة وغير دقيقة وتفتقد التقييم دون مزاملتهم والاجتماع معهم لسنوات في مكان عملي واحد..
العمل في الصحافة متشعب لدرجة تتكاثر فيه الأدوار والمهام المتوزعة على أبناء المهنة.. الصحافة في تصانيفها هناك من يوسم بصاحب الحس، وهذا يمكن وصف دوره أو مميزاته بأنه ذاك الذي يملك القدرة على التفريق بين الأخبار والحوارات والتقارير والصور التي ينتظرها القراء.. هذا مجرد تعريف انطباعي سريع.. ثم في الصحافة جيشًا طويلاً يسمون بموظفي الديسك، وهؤلاء يقع على عاتقهم إعادة صياغة المادة الصحفية من جديد بعد وصولها من العاملين في الميدان.. صحفيون كثيرون يفتقدون حتى الحد الأدنى من الكتابة الصحفية السليمة، ومع ذلك يعيشون طويلاً في المهنة بسبب المساعدة والدعم المتواصل من موظفي الديسك الذين يلعبون دور الماكيير، لتحسين كل التشوهات ويذهب الثناء والسمعة والصيت كلها للصحفي الذي اقترن اسمه بالخبر أو الحوار أو التقرير.. في أدبيات العرب يقولون إنك لا تعرف صديقك على حقيقته إلا بعد مرافقته في رحلة سفر.. بالطبع لست مؤمناً برؤية كهذه، لكنني مضطر هنا لاستعادتها والاستعانة بها لأنها تتوافق وتتطابق مع ما أريد الوصول إليه بالقول والإشارة والتأكيد، على أن الصحفيين كحال المسافرين، إذ لا يمكن التعرف على حقيقتهم وواقعهم إلا بالعمل معهم والالتصاق بهم وملامسة طبيعة أدوارهم، أما من تظهر أسماؤهم ووجوههم على صفحات الجرائد فليس بالضرورة أن يقيم عملهم من خلال هذه النافذة..
إن الصحفيين مسافرون في رحلة الحياة الطويلة والصعبة، ويمكن بسهولة التعرف عليهم بالعمل معهم فقط..
تبقى الآراء عن الصحفيين ناقصة وغير دقيقة وتفتقد التقييم دون مزاملتهم والاجتماع معهم لسنوات في مكان عملي واحد..
العمل في الصحافة متشعب لدرجة تتكاثر فيه الأدوار والمهام المتوزعة على أبناء المهنة.. الصحافة في تصانيفها هناك من يوسم بصاحب الحس، وهذا يمكن وصف دوره أو مميزاته بأنه ذاك الذي يملك القدرة على التفريق بين الأخبار والحوارات والتقارير والصور التي ينتظرها القراء.. هذا مجرد تعريف انطباعي سريع.. ثم في الصحافة جيشًا طويلاً يسمون بموظفي الديسك، وهؤلاء يقع على عاتقهم إعادة صياغة المادة الصحفية من جديد بعد وصولها من العاملين في الميدان.. صحفيون كثيرون يفتقدون حتى الحد الأدنى من الكتابة الصحفية السليمة، ومع ذلك يعيشون طويلاً في المهنة بسبب المساعدة والدعم المتواصل من موظفي الديسك الذين يلعبون دور الماكيير، لتحسين كل التشوهات ويذهب الثناء والسمعة والصيت كلها للصحفي الذي اقترن اسمه بالخبر أو الحوار أو التقرير.. في أدبيات العرب يقولون إنك لا تعرف صديقك على حقيقته إلا بعد مرافقته في رحلة سفر.. بالطبع لست مؤمناً برؤية كهذه، لكنني مضطر هنا لاستعادتها والاستعانة بها لأنها تتوافق وتتطابق مع ما أريد الوصول إليه بالقول والإشارة والتأكيد، على أن الصحفيين كحال المسافرين، إذ لا يمكن التعرف على حقيقتهم وواقعهم إلا بالعمل معهم والالتصاق بهم وملامسة طبيعة أدوارهم، أما من تظهر أسماؤهم ووجوههم على صفحات الجرائد فليس بالضرورة أن يقيم عملهم من خلال هذه النافذة..
إن الصحفيين مسافرون في رحلة الحياة الطويلة والصعبة، ويمكن بسهولة التعرف عليهم بالعمل معهم فقط..