|


طلال الحمود
ميركاتو 2019
2019-06-30
تنتظر الأندية السعودية ترتيب أوراقها مجددًا بعد الانتخابات الجماعية التي أتت برؤساء جاء أكثرهم بالتزكية، تمهيدًا لدخول سوق الانتقالات الصيفية بشهية أكبر للفوز بخدمات أفضل اللاعبين العرب والأجانب، وتبدو البطولة الإفريقية المقامة حاليًا في مصر، هدفًا لكثير من الأندية التي تتابع عن كثب أداء المنتخبات قبل البدء في اختيار النجوم وفتح باب المفاوضات.
ومع بدء موسم التعاقدات، تتعالى الأصوات بضرورة تلافي أخطاء الماضي، من خلال الدعوة إلى تحجيم دور السماسرة الذين يقتاتون على الثغرات القانونية والبحث عن أعضاء في إدارات الأندية يمكن الدخول من خلالهم لتسويق صفقات "يوتيوب"، ومنح التأييد الجماهيري للصفقة بحملة دعائية على وسائل التواصل الاجتماعي تتضمن مقاطع تظهر مهارات اللاعب وأهدافه السينمائية، ولكن دون الإشارة إلى تاريخها أو تضمينها معلومات حديثة عن حال اللاعب الصحية ومدى جهوزيته لدخول المنافسات.
في الموسم الماضي تفنن السماسرة في اختراق الأندية السعودية، ونجحوا في توريد مجموعة من اللاعبين المستهلكين مستغلين حسن النية أحيانًا في المسؤولين عن التعاقدات، ومستفيدين في أحيان من تواجد الباحثين عن التربح من مسؤولي الأندية، ولا يحتاج الأمر إلى ضرب أمثلة فالأذهان تتجه دائمًا إلى صفقات الاتحاد قبل نحو عام، والضرر الذي أصاب هذا النادي العريق وكاد ينهي تواجده في أندية الدوري الممتاز.
ينشط الوسطاء في موسم الانتقالات، ويضع بعضهم أهمية قصوى لمعايير التعاقد مع اللاعبين والمدربين دون البحث عن أرباح عالية، سعيًا للعمل طويلًا في هذه السوق، وفي المقابل يخطط أكثر الوسطاء لجني المال دون الاهتمام بسمعة صفقاته، بحثًا عن الثراء السريع، وهذا النوع يمثل خطرًا حقيقيًا على مستوى المنافسات المحلية، وسببًا في التعاقد مع أسوأ اللاعبين.
حال السماسرة في عالم كرة القدم، يوازي نظراءهم في تجارة السيارات، الذين كانوا يستوردون آلاف المركبات التالفة من أمريكا وأوروبا لبيعها بعد إصلاحها، دون الاهتمام بسلامة من يقود هذه المركبة، والفرق يكمن في تعامل هيئة الرياضة ونظيرتها هيئة المواصفات والمقاييس مع هذا الفساد، إذ توفر الأخيرة معلومات للمشتري وتبادر إلى رفض دخول البضاعة المعطوبة، بينما تعمل هيئة الرياضة اعتمادًا على مراقبة الأندية للصفقات ودون توفير قاعدة بيانات محدثة تساهم في حماية المنافسات المحلية من ظهور اللاعبين المستهلكين في الملاعب.